مفاجآت بالجملة في أكتوبر.. هل تتغير معادلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟
الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، قبل أقل من شهر من الانتخابات الأمريكية، تشتعل المنافسة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، حيث تبدو المعركة وكأنها "عراك بالأيدي"، حيث لا تزال الأرقام متقاربة بين المرشحين على مستوى البلاد وفي كل ولاية، مما يجعل كل صوت ذا قيمة كبيرة، وأي ناخب يمكن أن يسهم في تغيير مسار الانتخابات في هذه المرحلة الحاسمة.
يقول ديفيد غرينبرغ، المتخصص في تاريخ الانتخابات بجامعة روتغرز، إن فارق النقطة أو النقاط القليلة يمكن أن يكون له تأثير حاسم في سباق رئاسي يشهد منافسة بهذه الشدة. بينما يعمل الخبراء في الحملتين على تحقيق هذا الفارق، فإن أي خطأ بسيط في فعالية واحدة قد يؤدي إلى انعكاسات كبيرة على النتائج.
تقلبات سياسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024
على مدار العام، حدثت تقلبات سياسية صادمة، منها نجاة أحد المرشحين من محاولتي اغتيال وصدور إدانات ضده وهو ترامب، فضلًا عن اضطرار جو بايدن إلى الانسحاب من السباق، مما أفسح المجال لنائبته، التي تصغره سناً.
ومع اقتراب شهر أكتوبر، لا يملك المرشحون وقتًا كافيًا لاستعادة توازنهم بعد أي زلة. مثال على ذلك هو كيف أثر تسريب رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون على نتائج انتخابات 2016.
في الأسبوع الماضي، اجتاحت عاصفة إعصار هيلين منطقتين حيويتين، هما جورجيا وكارولينا الشمالية، مما سلط الضوء على الكارثة الإنسانية الناتجة عنها والتي أسفرت عن مقتل 200 شخص. هاريس زارت المنطقة لتقديم الدعم وتعهدت بمساعدة طويلة الأمد، بينما يسعى ترامب للفوز في الولايتين، حيث تظهر استطلاعات الرأي تساوي فرص المرشحين.
ومع ذلك، يتم استخدام الأحداث الطبيعية أيضًا كفرصة سياسية، فإذا استطاع ترامب إقناع الناس بأن جهود الإغاثة غير كافية، فإن أي ناخب يشعر بالاستياء قد يؤثر على النتائج في هذه الولايات الهامة.
بالتوازي، تستمر الأزمات الناجمة عن النزاعات في الشرق الأوسط في التأثير على السياسة الأمريكية، فتفجر الوضع في غزة، مع التوترات المتزايدة مع إسرائيل، يشكل تحديًا آخر لهاريس، التي لم تنأ بنفسها عن السياسات الحالية المتعلقة بإسرائيل، وهو ما قد يؤثر على دعم الناخبين.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد لا يزال يمثل القضية الأكثر أهمية للناخبين، حيث تشير البيانات الأخيرة إلى تحسن في التوظيف وانخفاض في معدلات البطالة إلى 4.1%. لكن غرينبرغ يحذر من أن الاهتمامات الاقتصادية تتجاوز مجرد الأرقام، فالكثير من الناخبين يشعرون بأنهم لم يستفيدوا من التعافي الاقتصادي.
في الوقت نفسه، عادت مخاوف الأزمات الاقتصادية لتطفو على السطح، مثل إضراب عمال الموانئ الذي أوقف الحركة في موانئ رئيسية، مما كان سيؤثر سلبًا على الأسعار قبل الانتخابات، لكن تم التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح الموانئ.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هاريس والديمقراطيين، فإن ترامب يواجه ضغوطًا أيضًا. فقد أعيدت الأضواء إلى سلوكه أثناء أحداث الشغب في الكونغرس يوم السادس من يناير، مع تسريبات وثائق تكشف تفاصيل عن محاولاته لقلب نتائج انتخابات 2020.
وأخيرًا، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يفضلون هاريس على ترامب في قضايا الديمقراطية، بنسبة تصل إلى 47% مقابل 40%. كل ما يذكر الناخبين بفترة ترامب الرئاسية يمكن أن يكون في مصلحة الديمقراطيين، مع اقتراب موعد الانتخابات.
متى تنتهي الانتخابات الأمريكية 2024
ستُجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر 2024.، والفائز في هذه الانتخابات سيتولى رئاسة البلاد لمدة أربع سنوات، مع إمكانية التجديد لفترة واحدة بحسب ما ينص عليه الدستور الأمريكي، ثم تبدأ مراسم تنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير 2025.