فودكا الأطفال .. مشروبات كحولية تثير فضيحة كبرى في بولندا
شهدت بولندا مؤخرًا فضيحة كبيرة بعد ظهور مشروبات كحولية جديدة في الأسواق، معبأة في عبوات تشبه بشكل كبير منتجات الأطفال، ما أثار غضبًا واسعًا بين المسؤولين والمجتمع، وهذه الفضيحة تسببت في استقالات عدد من المسؤولين، وأثارت ردود فعل قوية من الحكومة البولندية، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل.
مشروبات "فودكا الأطفال" تثير القلق
بدأت الفضيحة عندما طرحت إحدى الشركات البولندية مشروبات كحولية جديدة تحتوي على نسب متفاوتة من الكحول، منها الليمون عنبري (ليكور) بنسبة 15% كحول، وخمور بنسبة 28% كحول، وفودكا بنسبة 40% كحول، وهذه المشروبات كانت معبأة في أنابيب بلاستيكية تشبه تلك التي تحتوي على عصائر الأطفال، وهو ما جعل المنتج يبدو وكأنه موجه لفئة الشباب، وربما الأطفال.
العبوات كانت مشابهة لدرجة أثارت قلقًا كبيرًا بين الأهل والسلطات على حد سواء، حيث أطلق عليها الإعلام المحلي بسرعة اسم "فودكا الأطفال" أو “أنابيب الكحول”، وهذا الأمر جعل المواطنين والمسؤولين يتساءلون عن تأثير هذه المنتجات على الصحة العامة، لا سيما أن تصميم العبوات قد يربك الأطفال ويجعلهم يظنون أن المشروبات غير ضارة.
ردود فعل حكومية قوية
الحكومة البولندية، وعلى رأسها رئيس الوزراء دونالد تاسك، لم تتأخر في الرد على هذه الفضيحة، المتعلقة بـ فودكا الأطفال وتاسك وصف الوضع بأنه غير مقبول، مشيرًا إلى أن “هذه القضية تتعلق بسلامة وصحة أطفالنا”، وأكد أنه ستكون هناك "عواقب شخصية" للأشخاص المسؤولين عن عدم التحرك سريعًا لمنع بيع هذه المنتجات، وهذه التصريحات جاءت معبرة عن القلق العميق الذي شعر به المجتمع البولندي إزاء هذه المنتجات.
إقالة المسؤولين وتدخل البرلمان
على الفور، قامت وزيرة الصحة البولندية إيزابيلا ليشتشينا بإقالة مدير المركز الوطني لمكافحة الإدمان، بيوتر جابلونسكي، باعتباره أحد المسؤولين الذين كان من واجبهم التحذير من هذا المنتج قبل أن يصل إلى الأسواق، كما دعا رئيس مجلس النواب، سيمون هولونيا، مدير مكتب المنافسة وحماية المستهلك إلى البرلمان، مطالبًا بتحرك سريع لإنهاء الفضيحة وحماية الأطفال، وقال هولونيا: "هذا التهديد يجب أن يختفي، ويجب أن يتحمل كل من ساهم في وصوله إلى السوق المسؤولية الكاملة."
الشركة تستجيب وتوقف الإنتاج
لم يكن أمام الشركة المصنعة خيار سوى الاستجابة للضغوط المتزايدة، وأصدرت بيانًا تعلن فيه وقف إنتاج هذه المشروبات الكحولية المثيرة للجدل، وسحب جميع المنتجات من الأسواق، وجاء في البيان أن الشركة لم تكن تنوي استهداف الأطفال أو إثارة القلق، وأنها ستعيد النظر في تصميم العبوات لتفادي أي لبس في المستقبل.
تعد هذه الفضيحة من أكثر القضايا إثارة للجدل في بولندا خلال عام 2024، حيث سلطت الضوء على أهمية اليقظة في مراقبة المنتجات الموجهة للمستهلكين، كما أكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان حماية الأطفال من التعرض لأي منتجات قد تشكل خطرًا على صحتهم أو سلامتهم.