الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

دراسة : الجينات الوراثية تحدد تفضيلات الأطفال الغذائية

الجينات الوراثية
الجينات الوراثية تحدد تفضيلات الأطفال الغذائية

في دراسة حديثة تحمل أهمية كبيرة في مجال التغذية وطب الأطفال، اكتشف الباحثون أن انتقاء الأطفال للطعام لا يعتمد فقط على التربية أو البيئة المحيطة، وإنما تلعب الجينات الوراثية دورًا حاسمًا في تحديد تفضيلاتهم الغذائية، هذا الاكتشاف يقدم منظورًا جديدًا لفهم سلوك الأطفال تجاه الطعام، ويعيد صياغة النقاش حول الأسباب الحقيقية التي تجعل الأطفال يفضلون بعض الأطعمة على غيرها، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل في السطور التالية.

دور الجينات الوراثية في انتقاء الطعام

لطالما اعتقد الآباء والأمهات، بل وحتى الخبراء، أن عادات الأطفال الغذائية تتشكل بشكل رئيسي من خلال البيئة المنزلية، وتوجيهات الأسرة، وطريقة التربية، وكان يفترض أن الأطفال الذين يتعرضون لأنواع متنوعة من الطعام منذ الصغر قد يصبحون أقل انتقائية وأكثر تقبلًا للأطعمة المختلفة، ولكن الدراسة الجديدة، التي أجريت في مجال الوراثة الغذائية، أظهرت أن للجينات الوراثية تأثيرًا أكبر مما كان يعتقد سابقًا.

الجينات الوراثية تحدد تفضيلات الأطفال الغذائية

تمكنت الدراسة من رصد العلاقة بين الجينات الوراثية والسلوكيات الغذائية من خلال تحليل بيانات جينية لأطفال ومراقبة تفاعلهم مع أنواع مختلفة من الطعام، ووجد الباحثون أن هناك جينات معينة تلعب دورًا محوريًا في تفضيلات الطعام لدى الأطفال، مما يؤكد أن السلوك الغذائي قد يكون مبرمجًا جزئيًا على المستوى الجيني.

تأثير الجينات المرتبطة بالتذوق والشم

من بين الاكتشافات المثيرة للاهتمام التي توصلت إليها الدراسة، كان هناك تركيز على الجينات التي تتحكم في حاستي التذوق والشم، وعلى سبيل المثال، الجينات المرتبطة بالتذوق يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على كيفية إدراك الطفل للطعم، مثل الحساسية الزائدة تجاه الطعم المر أو الحلو، وهذه الحساسية قد تجعل الأطفال أكثر انتقائية في تناول بعض الأطعمة، مثل رفضهم لتناول الخضروات ذات الطعم المر أو الإفراط في تناول الحلويات.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن بعض الجينات التي تتحكم في حاسة الشم قد تلعب دورًا مماثلاً، الأطفال الذين يتمتعون بحاسة شم قوية قد يكونون أكثر قدرة على تمييز الروائح المختلفة، مما يؤثر على رغبتهم في تناول أطعمة معينة أو تجنب أخرى، وعلى سبيل المثال، قد يمتنع الطفل عن تناول أطعمة معينة بسبب رائحة لا يستسيغها، رغم أن طعمها قد لا يكون سيئًا بالنسبة له.

إعادة التفكير في استراتيجيات التغذية للأطفال

نتائج هذه الدراسة تلقي الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم الطرق المتبعة في تقديم الطعام للأطفال، خاصة أولئك الذين يُعتبرون "منتقين" في الطعام. فبدلاً من التركيز على العوامل البيئية فقط، يجب أن يأخذ الآباء والخبراء في الحسبان أن الجينات الوراثية تلعب دورًا لا يمكن تجاهله.

الجينات الوراثية تحدد تفضيلات الأطفال الغذائية

فهم الجينات المسؤولة عن تفضيلات الطعام لدى الطفل قد يسهم في تطوير استراتيجيات تغذية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الطفل الفردية، ويمكن أن تكون هذه الاستراتيجيات أكثر فاعلية في تشجيع الأطفال على تناول وجبات صحية، بما يتناسب مع تفضيلاتهم الجينية.

علاوة على ذلك، قد تساعد هذه المعرفة في تقليل الضغط الذي يشعر به الآباء عند محاولتهم جعل أطفالهم يتناولون أطعمة معينة، فبدلًا من محاولة إجبار الطفل على تناول ما يرفضه، يمكن توجيه الجهود نحو تقديم بدائل صحية تتناسب مع تفضيلاته الجينية.

هذه الدراسة الجديدة تعد خطوة مهمة نحو فهم أعمق للعوامل التي تشكل سلوك الأطفال تجاه الطعام بالتأكيد، لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية استغلال هذه المعلومات بشكل عملي في الحياة اليومية،و لكن من الواضح أن الجينات الوراثية تفتح أبوابًا جديدة لفهم أعمق للتغذية والسلوك الغذائي للأطفال، وتقدم آفاقًا جديدة في تطوير خطط تغذية أكثر فعالية وملاءمة لكل طفل على حدة.

تم نسخ الرابط