في اليوم العالمي للمسنين .. العالمي للفتوى: بر الوالدين من أعظم الطاعات
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن بر الوالدين يبدو أمر سهل عندما يكونان في صحة جيدة ووضع مالي مريح، وقادرين على إدارة حياتهما وشؤون أبنائهما، لكن هذا لا يقلل من عظمة البر بهما.
وأضاف أن الله تعالى أمر ببرهما في قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…}، فطاعتهما تأتي ضمن أعظم الطاعات، والبر بهما يحقق أهدافًا سامية تتجاوز مجرد الواجب.
اليوم العالمي للمسنين
وأكد العالمي للفتوى أن بر الوالدين يتجلى في أعظم صوره عندما يبلغان سن الكبر، حيث تضعف قواهما وتقل قدرتهما على التدبير، مما يجعلهما في حاجة إلى المال والرعاية والرفقة.
وأوضح أنه في هذه المرحلة، يصبح الإحسان إليهما وتقديم الرعاية الحانية معيارًا حقيقيًا للبر، لافتًا إلى أن الله تعالى خص هذه المرحلة بوصية خاصة في قوله: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
واستطرد المركز أن الله تعالى ربط في وصيته بر الوالدين في الكبر بتربية الأبناء في الصغر، ليحث الأبناء على رد الجميل، فعندما يجتهد الوالد في تربية ولده، فإنه بذلك يؤسس ابن قادر على رد الجميل عندما يشتد به الكبر.
الأزهر للفتوى: تقديم المال للوالدين هو نوع من رد الجميل
وأكد الأزهر للفتوى أن تقديم المال للوالدين يعد نوع من رد الجميل، حيث كان الابن يتمتع سابقًا بأموال والديه، وعندما يقتطع الابن جزءًا من وقته للعناية بهما، فإنه يرد جزءًا بسيطًا من الاهتمام والرعاية التي كان يحصل عليها.
وأضاف أن جهاد النفس في سبيل الإحسان إليهما هو تعبير عن الاعتراف بتضحياتهما وجهودهما في تربيته.
تجاهل الأبناء لآبائهم في الكبر من أعظم أشكال العقوق
وشدد المركز على أن تجاهل الأبناء لآبائهم في الكبر وتركهم يعانون من المرض أو الوحدة، هو من أعظم أشكال العقوق، منوهًا أن النبي ﷺ حذر من ذلك بقوله: «كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ».