بعد تفجيرات البيجر واغتيال إبراهيم عقيل .. لماذا تتأخر إسرائيل عن شن عملية برية في لبنان ؟
أخبار لبنان، أدي حادث تفجيرات البيجر في لبنان والقصف الجوي الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، الذي أسفر عن اغتيال قائد وحدة الرضوان التابع لحزب الله إبراهيم عقيل ، إلى وضع الحزب في حالة من الشلل وصعوبة في التواصل بين القادة والكوادر، الأمر الذي أثر بشكل كبير على قدرة حزب الله على الردع، مما يجعله في موقف صعب إذا ما قررت إسرائيل شن عملية عسكرية برية في لبنان.
ورغم ذلك فإن إسرائيل حتى الآن لم تقم بشن العملية البرية، رغم أن الضربات الأخيرة في لبنان تعد الفرصة الذهبية لشن العملية وقاية من حرب العصابات التي قد تستقبلها أثناء تنفيذ العملية ما لم تقم بهذه الضربات السابقة، فلماذا تأخرت إسرائيل عن شن العملية البرية في لبنان ؟
إسرائيل في دائرة الفعل وليس رد الفعل
في هذا الصدد يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور خليل أبو كرش إن إسرائيل أصبحت في دائرة الفعل وليس رد الفعل ولديها قرار بحسم الجبهة الشمالية، ولكن ليس بالطريقة التقليدية بمعنى الاجتياح الواسع رغم أن الخيار موجود لكن يبدو أن إسرائيل تعلمت الدرس جيدًا مما جرى من الاجتياح البري لقطاع غزة وتحاول بقدر الإمكان إضعاف حزب الله ثم جره على الرد والاشتباك.
ويوضح الدكتور خليل أبو كرش في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن ما حدث في لبنان يشير إللى عدة نتائج، أهمها أنه هناك اختراق واضح وعلى مستوى عالي استخباراتيا من قبل إسرائيل لسلسلة القيادة بحزب الله.
ويضيف الباحث بالشأن الإسرائيلي أننا نرى استهدافات بشكل كبير ومركز لحزب الله سواء القادة أو كوادر من كل المستويات من أجل الضغط على الجبهة الشمالية، ليرى أن ذلك ناتج عن شبه حسم للحرب على قطاع غزة.
ويشير الباحث إلى أن قرار الكابينت بإضافة أهداف الحرب بإعادة سكان الشمال إلى المستوطنات هي بداية إعلان الحرب على لبنان، لافتً إلى أن وسائل الإعلام أصبحت تستخدم مصطلح حرب لبنان الثالثة بشكل واسع، خاصة أن هذه الجبهة أصبحت تشتعل كثيرًا بضربات إسرائيلية بعدة مستويات لحزب الله من اغتيال فؤاد شكر وتفجيرات البيجر واغتيال قائد وحدة الرضوان إبراهيم عقيل.
قرار حزب الله ليس في لبنان
ويؤكد الدكتور خليل أبو كرش أن القرار داخل حزب الله اللبناني ليس في لبنان إنما إيران لأنها ترى المشهد وتقوم بتفعيل أدواتها في المنطقة، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لم تقرر إيران إعلان الحرب إنما فقط الاستمرار في الاشتباك دون اندلاع حرب شاملة، لتحافظ إيران على مصالحها الخاصة، وهي الحفاظ على مقدراتها وأذرعها، لا سيما أن اندلاع الحرب لن تكون بين إيران وإسرائيل فقط بل بين الإسرائيليين والأمريكيين وجيوش غربية في مقابل حزب الله وإيران أو حتى الحوثيين والمجموعات المسلحة في العراق، وعمليًا لا يوجد تكافؤ في القوة وبالتالي حسم الحرب بخسارة إيران وستدمرها وستنتقل الحرب إلى أراضيها.
تجربة إسرائيلية سابقة في الاجتياح البري للبنان
يشير الدكتور خليل أبو كرش إلى أن هناك تجربة إسرائيلية سابقة كبيرة بشأن الاجتياح البري للبنان سواء كانت في سنوات سابقة آخرها الحرب السابقة عام 2006، موضحًا أن القتال في جنوب لبنان سيكون أكثر شراسة ومكلفة لإسرائيل على مستوى الخسائر، ولذلك لا ترغب في خوض هذا النوع من الحرب حتى لا تثير غضب الرأي العام الإسرائيلي، لاسيما أنها لا تزال في حالة حرب في الجبهة الجنوبية، فمزيد من القتلى بين صفوف جيش الاحتلال سيؤثر سلبًا على استقرار الحكومة ومستقبلها .
ويلفت الباحث بالشأن الإسرائيلي إلى أنه لا يمكن فصل كل التوتر القائم في الجبهتي الشمالية والجنوبية عن الرؤية التي يحملها اليمين المتطرف بشكلها الإسرائيلي الجديد وشكل الحكُم في إسرائيل، حيث إنه هو الذي يشعل كل هذه الجبهات على النحو التالي :
- البقاء في السلطة واستمرار إسرائيل في حالة حرب
- تحقيق رؤية اليمين المتطرف أيدولوجيته الخلاصية التوراتية المرتبطة بالأرض والقوة
- رؤية اليمين بأن حركة حماس وحزب الله مصدر تهديد حقيقي له
ويتابع أنه حين تكون إسرائيل التي ليست معتادة على خوض حرب طويلة زمنيًا وهي الآن تحارب بقرابة العام في غزة تعني أن هناك رؤية أمنية عسكرية جديدة في إسرائيل يتم تفعيلها بطريقة مهمة يجب التركيز عليها.
ويردف الباحث في حديثه لـ الأيام المصرية أن كل السيناريوهات مفتوحة، مؤكدًا أننا نحن في أقرب فرصة لاندلاع حرب واسعة قد لا تكون بالشكل التقليدي، مشيرً إلى أن حزب الله يشعر بالحرج الآن ما بين الرد بشكل منضبط مؤثر لكن دون اندلاع حرب، وعدم الرد فتنكسر الهيبة والصورة النمطية الموجودة عن الحزب عند جمهوره ما يسمى بـ محور المقاومة .
ويؤكد الباحث بالشأن الإسرائيلي أن إسرائيل تنتظر أي رد من حزب الله مهما كان بشرط أن يكون هذا الرد فيه فرصة لاندلاع حرب، وهناك جبهة عسكرية إسرائيلية جاهزة وهناك قرار أمريكي لدعمها رغم أنه ظاهريًا ضد إشعال الحرب بالمنطقة لكن في لحظة اندلاعها ستكون الولايات المتحدة بجانب إسرائيل في المواجهة.
واختتم الدكتور خليل أبوكرش أنه خلال الأيام بل الساعات المقبلة في غاية الحساسية والأهمية بشأن الغليان في منطقة الشرق الأوسط، ونحن في أقرب فرصة لاندلاع الحرب في الجبهة الشمالية، لافتًا إلى إسرائيل تحاول تكسير ما تسمى بـ وحدة الساحات في لبنان وغزة والعراق واليمن بشكل منفصل، حيث إن وحدة الساحات فكر إيراني من الأساس .