حكاية صلاح التيجاني، التي انتشرت وتوسعت حتى أصبحت (ترندا) تضج به صفحات التواصل الاجتماعي، تطرح على أهل البصر والبصيرة عدة أسئلة.
* هل هي قصة إلهاء عن قضايا الوطن الكبرى؟ أم إنها فرصة جاءت لأعداء التيار الصوفي في مجمله على طبق من ذهب ليتخذوا منها ذريعة يوجهون من خلالها الطعنات إلى هذا التيار وتشويه صورته بعدما رصدوا انصراف الناس عنهم وتوجههم - وبخاصة الشباب- إلى هذا التيار بعدما وجدوا فيه الراحة والسكينة، والسمو الروحي، والبعد عن الجدل والخلاف.
* أم هي محاولة من أعداء هذا الوطن في الداخل والخارج إلى إحداث فتنة بين البنيات الدينية الأساسية في المجتمع المصري التي لايوجد بينها خلاف عميق في المنهج إلا في أشياء ظاهرية لا تمس جوهر الدين، وقد عاش الجميع منذ قرون معا في وئام وأمان، ولو أن من يدعي أنه سني سلفي قارن عبادته بعبادة المتصوف الحقيقي لوجد نفسه صوفيا وهو لا يدري، والعكس مع الصوفي الوسطي المعتدل فهو سني سلفي من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه وهو يدري، ولولا عتمة من أفكار متشددة وفدت إلينا من بعض المفاوز والبوادي ما وجدنا خلافا بينهما لا في الشكل ولا في الجوهر فكلهم من كتاب الله وسنة رسوله مقتبس؟.
* أم أن الحكاية صادفت حالة من الفراغ العقلي والوجداني المصحوب بالترف والبطر، يعيشها أصحاب هذا ( الترند) ، فقالوا فيما بينهم فلنشغل أنفسنا ونشغل المجتمع معنا بسفاسف الأمور وتوافهها، في حين أن معظم أبناء المجتمع- لو علموا- من الطبقات الكادحة التي عضها الفقر، فهم بعيدون كل البعد عن مثل هذا الفراغ العقلي والوجداني ومصاحباته من الترف والبطر؟
- للأسف- إن من أشعلوا نار هذا الفتنة وحولوها إلى (ترند) ، وضموا إلى هذا التيجاني شخصيات أخرى كانوا قد سبقوا وتحدثوا عنها بمثل هذا التوحش والإيغال في هتك الأعراض والإساءة إلى السمعة بقصد اغتيال تلك الشخصيات معنويا - أعود فأقول: - إن أصحاب هذا (الترند) من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؛ لأنهم بإصرارهم على أن يبقى الحديث في هذا الموضوع (ترندا) من خلال إضافة جديد إلى الحكاية كل يوم، ويْكأنهم يقولون للناس وبخاصة الشباب إذا كانت هذه الشخصيات ذات الحيثيات الدينية التي تقدرونها وتعظمونها قد فعلت ما فعلت، فما الذي يضيركم إن فعلتم مثلهم، واتبعتم سلوكهم.
أقول صدقا:إن هذا ( الترند) وأمثاله من (الترندات) الفجة المثيرة للفتنة، لا تتوقف أبعادها عند الشخصية، أو الشخصيات التي تقصدها، وإنما وراءها أبعادا أخرى كثيرة، يمكن تحديد بعضها من خلال تأمل الأسئلة التي تم طرحها في بداية المنشور ومحاولة الإجابة عنها، ويمكن أن تضاف إليها أبعاد أخرى سيكشفها إصرار أصحاب هذا (الترند) على أن يبقى(ترندا) لمدة أطول.