هل نزع السلاح من حماس في صالح القضية الفلسطينية؟

نزع السلاح من حماس .. تداولت المصادر الإعلامية خلال الساعات الماضية أن مصر تسلمت مقترحًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار في غزة، يشمل بدء مفاوضات تمهّد للتوصل إلى اتفاق هدنة دائمة، ووفقًا للمصادر ذاتها، قامت القاهرة بتسليم المقترح إلى حركة حماس، وتنتظر ردها في أقرب وقت ممكن.
هذا التحرك أعاد فتح باب النقاش مجددًا حول قضية نزع السلاح من حركة حماس، سواء كجزء من صفقة تسوية شاملة، أو كمطلب دولي وإسرائيلي لإنهاء الحرب، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الإقليمية والدولية.
هل نزع السلاح من حماس يخدم القضية الفلسطينية؟
في هذا الصدد قالت الدكتورة نيفين وهدان أستاذة العلوم السياسية إن حركة حماس تعد من أبرز الفاعلين السياسيين والعسكريين في الساحة الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، حيث تتبنى خيار المقاومة المسلحة كوسيلة لتحرير الأراضي الفلسطينية.
وأضافت الدكتورة نيفين وهدان في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أنه بينما يرى البعض أن استمرار امتلاك السلاح خارج إطار السلطة الفلسطينية يعد اختراقًا للشرعية السياسية، فإن الحديث عن نزع سلاح المقاومة يمثل نقطة حساسة للغاية، وخاصةَ من منظور أهالي قطاع غزة، الذين يرون في هذا السلاح – رغم بساطته – الضامن الوحيد لبقائهم على أرضهم.

د. نيفين وهدان: نزع السلاح دون تحقيق مكاسب سياسية واضحة للفلسطينيين قد يُنظر إليه أنه "استسلام مجاني"
وأشارت وهدان إلى أن نزع السلاح دون تحقيق مكاسب سياسية واضحة للفلسطينيين قد يتم النظر إليه على أنه "استسلام مجاني"، وهو ما يُضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني ويفتح الباب أمام مزيد من الضغوط والمطالب التي قد تصل إلى حد التهجير الجماعي.
وتابعت أن تجارب نزع السلاح في مناطق نزاع تاريخية مثل بيروت في عام 1982، والبوسنة، وحتى محاولات احتواء سلاح حزب الله في جنوب لبنان أظهرت أن المقاومة المسلحة حتى وإن كانت محدودة، قد تشكل رادعًا فعالًا أمام التوسع العسكري، في ظل انعدام التوازن في موازين القوى.

د. نيفين وهدان: يجب على جميع الأطراف الفلسطينية أن تعيد ترتيب أوراقها
وشددت الدكتورة نيفين وهدان على أنه من هنا قد يكون الوقت قد حان لأن تُعيد الأطراف الفلسطينية ترتيب أوراقها الداخلية، وأن تفكر بجدية في بدائل سياسية واقعية، مثل إدماج حركة حماس ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، بما يسمح بوجود سلاح المقاومة تحت مظلة وطنية موحدة تمتلك الشرعية والقرار، ذلك من شأنه أن يعزز الموقف الفلسطيني بدلًا من تقويضه.
وشددت أستاذة العلوم السياسية على أنه في ظل هذا المشهد المعقد، فإن أي خطوة متسرعة لنزع السلاح من حركة حماس دون ضمانات سياسية حقيقية، لن تخدم القضية الفلسطينية، بل قد تؤدي إلى إضعافها بشكل كبير، وإذا ما قبلت حماس بهذا المطلب تحت ضغط دولي، فقد تجد نفسها لاحقًا أمام مطالب أشد خطورة تمسّ الوجود الفلسطيني برمّته.
واختتمت الدكتورة نيفين وهدان أستاذة العلوم السياسية بقولها إن تحكيم صوت العقل وتوحيد الصف الفلسطيني، وتغليب المصلحة الوطنية، تبقى هي الأسس التي يجب أن ينطلق منها أي مشروع وطني حقيقي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتثبيت الحقوق الفلسطينية.