أستاذ إدارة أعمال: الرسوم المتبادلة بين أمريكا والصين تهدد الاستقرار الاقتصادي

تطرقت الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، في خطوة جديدة مساء الخميس 10 أبريل 2025، إلى رفع الرسوم الجمركية على الصين، لمدة 90 يومًا، وحول هذه الحرب التجارية العالمية، رأى الدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال، أن العالم يشهد مرحلة إعادة هيكلة للعلاقات الاقتصادية الدولية.
ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصين لمدة 90 يومًا... والعالم يترقب التداعيات
وأضاف الدكتور غنيم خلال مداخلة هاتفية له عبر قناة اكسترا نيوز، ورصدتها موقع الأيام المصرية، أن الولايات المتحدة في الماضي كانت القوة الاقتصادية الرائدة، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تبنت أغلب دول العالم النظام الرأسمالي، بما في ذلك الدول التي كانت تتبنى النظام الاشتراكي سابقًا، مثل الصين.

هل تخلت أمريكا عن مبادئ التجارة الحرة؟.. خبير يوضح تأثير سياسات ترامب
وأشار غنيم إلى أن الولايات المتحدة كانت تدافع عن مبدأ حرية التجارة وتعدها أساسًا لتوزيع الإنتاج العالمي بجودة عالية وبأقل تكلفة، وهو ما تحقق في اتفاقيات مثل منظمة التجارة العالمية ولكن، في الآونة الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة في التراجع عن هذه السياسات وفرض الرسوم الجمركية، مما يتناقض مع فكرة حرية التجارة.
وأبرز الدكتور غنيم أن الاقتصاد الأمريكي، الذي يبلغ حجمه 23 تريليون دولار، يعاني من بعض التحديات، ورغم ذلك، فإن الصين، التي تحتل المرتبة الثانية في العالم باقتصاد حجمه 17 تريليون دولار، ما زالت تنمو بمعدلات عالية.
أستاذ إدارة أعمال: الرسوم المتبادلة بين أمريكا والصين تهدد الاستقرار الاقتصادي
وأكد الدكتور أيمن غنيم أن هذه السياسات التجارية قد تؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة، خاصة على أسعار السلع والنقل والإنتاج الصناعي والزراعي، مما يضر بالقدرة الشرائية للمواطنين في الدول المعنية.
وتناول غنيم أيضًا تأثير هذه السياسات على الاقتصاد العالمي، حيث أن الصين تعد أكبر مصدر للبضائع في العالم، مضيفًا أن محاولات كسر هذا الدور قد تؤدي إلى رفع الأسعار في العديد من الدول وتؤثر على تكاليف الاستثمار والإنتاج، مما يزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
منظمة التجارة العالمية
وبالنسبة لدور منظمة التجارة العالمية، رأى غنيم أن هذه الرسوم المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين قد تؤدي إلى زيادة الأسعار عالميًا، مما يعزز التضخم ويؤثر على القرارات المالية للبنوك المركزية، خاصة في الولايات المتحدة، التي رفعت أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.

وفي نهاية حديثه، أشار غنيم إلى أن الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة التي تتبنى هذه السياسات قد تواجه ضغوطًا من قطاعات متضررة تطالب بالتفاوض وإلغاء هذه الإجراءات، مضيفًا أن التوترات التجارية قد تؤدي إلى تحديات كبيرة في أسواق المال على المستوى العالمي.
وفي الختام، يرى غنيم أن استمرار هذه السياسات التجارية قد يكون له تبعات خطيرة على الاقتصاد العالمي ويؤدي إلى تباطؤ النمو، خاصة إذا استمرت الحرب التجارية دون توافق دولي.