ترامب يهدد الصين: فرض رسوم جمركية جديدة تزيد عن 100٪

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين تتجاوز 100% على الرغم من الضغوط المتزايدة من حلفائه لوقف حربه التجارية مع فقدان تريليونات أخرى من الأسواق.
هبطت الأسهم الأمريكية لليوم الثالث على التوالي، ومع ذلك استهدف الرئيس الأمريكي بكين، التي قالت إنها ستفرض ضريبة بنسبة 34% على واردات السلع الأمريكية كإجراء انتقامي للرسوم التي فرضتها الأسبوع الماضي.
وقد يؤدي هذا الإجراء إلى رفع معدل الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين إلى 104%، وسيشمل ذلك رسومًا جمركية بنسبة 34% أُعلن عنها الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تُطبق غدًا، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 20% سارية بالفعل.
والمعروف إن تهديد ترامب بـ زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 50 في المائة إضافية من شأنه أن يضاعف سعر أي سلع صينية تستوردها الولايات المتحدة.

لكن من المرجح أن يُثير ذلك رد فعل حادًا من شركات التكنولوجيا، مثل آبل، التي كانت تُقرّب البيت الأبيض لكنها تعتمد على الصين في منتجاتها.
وصعّد ترامب إجراءاته رغم دعوات المستثمر الملياردير بيل أكمان، وهو من أبرز داعمي الرئيس، ورئيس جي بي مورجان جيمي ديمون لحل الأزمة في ظل انهيار السوق.
وحذر أكمان من أن الولايات المتحدة تتجه نحو "شتاء اقتصادي نووي" مع زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية احتمالات ركود عالمي، بينما حذر ديمون، الذي يُوصف غالبًا بأنه "أقوى مصرفي في العالم"، من أنه قد لا يكون هناك سبيل للعودة قريبًا.

وجاءت التطورات في الوقت التالي:
انخفض مؤشر فوتسي 100 للأسهم القيادية في لندن بنسبة 4.38 في المائة، مواصلًا أيامًا من عمليات البيع والخسائر؛ وسجلت أسهم وول ستريت المتقلبة ارتفاعا بقيمة 4 تريليون دولار.
كانت الولايات المتحدة في منطقة "سوق الهبوط"، وهو مصطلح يستخدمه المستثمرون عندما تهبط الأسهم بنسبة 20 في المائة من أعلى مستوى لها مؤخرًا؛
وصل مؤشر التقلب Cboe، الملقب بـ "مقياس الخوف" في وول ستريت، إلى أعلى مستوى له في ثمانية أشهر عند 60.13؛
سجلت أسواق الأسهم الأوروبية اليوم الثالث على التوالي من الخسائر، حيث انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 4.26 في المائة، وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 4.78 في المائة.
انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات عند 64.25 دولار للبرميل وسط مخاوف من أن يؤدي الركود العالمي إلى إضعاف الطلب.
انخفض الذهب، الذي عادة ما يكون ملاذا آمنا في الأوقات الاقتصادية غير المستقرة، بنحو 2 في المائة إلى 2985 دولارا للأوقية مع تراجع المستثمرين إلى السيولة.
رغم الدمار الذي لحق بالأسواق المالية العالمية والانتقادات اللاذعة من الاقتصاديين وحلفائهم، ظلّ ترامب صامدًا، وكتب على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال": "كونوا أقوياء، شُجاعين، صبورين، وستكون العظمة عاقبة".
وهدد ترامب بكين في وقت لاحق قائلا: "إذا لم تسحب الصين زيادتها البالغة 34 في المائة فوق انتهاكاتها التجارية طويلة الأجل بالفعل بحلول 8 أبريل، فإن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية إضافية على الصين بنسبة 50 في المائة، اعتبارا من 9 أبريل".
كما صرح إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا وأغنى رجل في العالم ورئيس وزارة الكفاءة الحكومية في الولايات المتحدة، بأن كل شيء غير منسجم في السياسة الاقتصادية لإدارة ترامب.
وبعد دعوته يوم الأحد إلى إنشاء "منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية"، نشر ماسك أمس مقطع فيديو على منصته X يظهر فيه مستشار رونالد ريجان ومارجريت تاتشر السابق ميلتون فريدمان وهو يشيد بفوائد الأسواق الحرة وسلاسل التوريد المعقدة.
رفع خبراء الاقتصاد في جي بي مورجان تشيس خطر حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم هذا العام إلى 60% من 40% بعد أن كشف ترامب الأسبوع الماضي عن أشد الحواجز التجارية منذ أكثر من 100 عام.