لماذا يحاسب الإنسان على ما كتبه الله عليه؟ .. المفتي يوضح

لماذا يحاسب الإنسان على ما كتبه الله عليه .. المفتي يوضح، يزداد التساءل حول السبب وراء محاسبة الله لعبادة رغم أن مهمتهم هي تنفيذ ما كتبه الله عليهم، وفي إطار حرص الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على توضيح كافة الأمور للمسلمين، قال: إن الإنسان في حياته يعلم أنه مختار لكل ما يفعله، فحينما يقدم على فعل يفكر ويخطط له وهذا دليل على حريته وأنه مسؤول عن أفعاله.

لماذا يحاسب الإنسان على ما كتبه الله عليه؟
وأضاف الدكتور نظير عياد: أن الإنسان في حياته تحكمه عدد من القوانين والضوابط، ومن يخرج عن هذه القوانين يتعرض للعقاب، ولا يمكن أن يبرر أفعاله بأنه مجبر عليها، وكذلك مع الله سبحانه وتعالى، فقد خلق الله الإنسان وزوده بالعقل والدين، وأرسل له الرسل والكتب السماوية، وأوضح له طريق الحق والباطل ثم ترك له حرية الاختيار.
وأوضح أن السؤال نشأ من الخلط بين العلم الإلهي الأزلي والجبر الإنساني، فلا يعني أن الله يعلم ما سيفعله الإنسان أنه يجبره على أفعاله، ولكن الحقيقة أن علم الله هو علم كاشف، فالله يعلم ما سيفعله الإنسان بإرادته وهذا لا يعني أنه يجبره على ذلك.

وحاول الدكتور نظير عياد على تقريب الفكرة، حيث ضرب مثال بمدرس يعرف طلابه، ويعلم من واقع معرفته القوية بهم من منهم سينجح ومن سيرسب، فهل علم المعلم بحال الطالب هو السبب في الرسوب؟، وكذلك علم الله سبحانه وتعالى ولله المثل الأعلى، هو علم بما سيختاره الإنسان بإرادته لذا يحاسب عليه.
نظير عياد: الله ميز الإنسان بالعقل ليميز بين الخير والشر
كما أوضح المفتي أن الله وهب الإنسان العقل ليميز بين الخير والشر ثم بعث الرسل، وأرسل الكتب السماوية ليقيم الحجة على البشر فلا يكون لديهم عذر، وبعد انقطاع الصلة بين النبي وأمته، تظل الكتب السماوية حجة واضحة عليهم، واستشهد عياد بآيات تدل على حرية الإنسان: "لا إكراه في الدين"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، "من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد"، وجميعها آيات تدل على حرية الإنسان في اختياراته.

ومن جانبه شدد مفتي الجمهورية على أن الإنسان ليس مجبر على أفعاله بشكل مطلق، ولا حر بشكل مطلق، ولكنه بين الأمرين والله سبحانه وتعالى لا يحاسبه إلا على ما يدخل ضمن اختياراته، ويمكن للشخص تغيير مصيره من خلال حسن العمل، وضرورة التفكير في النصوص الشرعية لفهم العلاقة بين الخالق وعباده.