تصريحات ستيفن ويتكوف عن مصر تثير الغضب.. وخالد عكاشة يعلق
تصريحات ستيفن ويتكوف عن مصر .. قال العميد خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه لم يقف طويلًا أمام تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف التي تحدث بها لوسيلة إعلامية أمريكية على اعتبار أن رجال هذه الإدارة بما فيهم الرئيس الأميركي في مرحلة محمومة من الإدلاء بالتصريحات، ويعتبرونها إشارة دالة على استغراقهم في العمل.
وأكد العميد خالد عكاشة خلال صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن تصريحات ستيفن ويتكوف عن مصر قبل هذه التصريحات أدلى بغيرها، وأنه خلال الأيام القادمة سيمطر المواقع بتصريحات أخرى لا علاقة لها بما سبق، واصفًا أنه منهج عقيم يتمثل في أن تظل تتحدث لمجرد الحديث حتى تغرق مستمعيك ووسائل الإعلام بأسمك وصورك دون رؤية متكاملة.
وأضاف خالد عكاشة :" الأهم ألا نأخذ حديث الرجل بما يلزم من الجدية، ليس فقط لأنه سيتغير ويتبدل كثيرًا لاحقًا، إنما لأنه سيكتسب خبرة في ملف التسوية الفلسطينية الذي تحدث بشأنه خلال جولاته الميدانية التي يجريها في المنطقة الآن وعبر إدلائه بالتصريحات الصحفية واختبار ردود الأفعال عليها من العواصم العربية المختلفة."
وتابع عكاشة قائلًا:"السيد ستيف ويتكوف ليس هنري كيسنجر ولا جيمس بيكر ولا حتى جون كيري"، بالعودة لحديث المبعوث الذي بالمناسبة صرح منذ أيام، أنه اطلع على الخطة المصرية ووجد فيها أشياء إيجابية عديدة، يمكن للولايات المتحدة العمل عليها مع الشركاء في مصر .
العميد خالد عكاشة: تصريحات ستيفن ويتكوف عن مصر أداء أمريكي تقليدي لا يستلزم القلق
وأردف :"مجمل الحديث هو أداء أمريكي تقليدي ليس سيئًا، ولا يستلزم القلق ولا يحمل في طياته رسائل مبطنة هنا أو هناك، لكنه أيضاً ليس إيجابيًا على النحو المرجو بالنسبة لنا، فالرجل لا زال ينظر للدول العربية باعتبارها الملزمة بتحمل أعباء غيجاد الحل للعقدة الفلسطينية دون أن تتطور رؤيته تجاه إسرائيل، بتقديم أية تخريجات حتى من قبيل مساعدة الدول العربية وأيضًا الولايات المتحدة للخروج من هذه الأزمة بالتأكيد هو لم يصل لمستوى الاعتراف بالحق الفلسطيني، وتقييم المجازر والانتهاكات، هذا بعيد جدًا حتى الآن".
وأشار العميد خالد عكاشة قائلًا:"بالمناسبة وزراء خارجية ومبعوثين أمريكيين سابقين، في ظل الدعم الكامل لإسرائيل كانت تحضرهم في الغرف المغلقة أحاديث ومواقف تصب في الصالح الفلسطيني، وتدور حول المحددات العربية التي يصعب تجاوزها، المثال الأخير هنا موقف جون كيري من قضية الاستيطان في الضفة الغربية، وموقف إدارة باراك أوباما في الأمم المتحدة قبيل ساعات قليلة من مغادرة مواقعها، كان هذا حداً أدني دبلوماسي وأخلاقي، بات مفقودا اليوم !".
وأكمل خالد عكاشة قائلًا:"ما استوقف وسائل الإعلام العربية، وكتابات وأحاديث المعلقين والمتابعين العرب هو حديث ستيف ويتكوف عن ثلاثة دول عربية بالاسم .. مصر والسعودية والأردن، ويمكن لي من خلال خبرة، إجراء مئات الأحاديث والنقاشات مع شخصيات أمريكية رسمية أو مسؤولين سابقين غالبيتهم في مجال منطقة الشرق الأوسط وقضاياها المختلفة أن أضع تصور آخر بعيد قليلًا عما ذهب إليه التصور العربي والمصري بالخصوص وأضع في اعتباري فضلاً عن كل ما سبق أن ذلك مرشح للتبدل والتغيير خلال أيام".
عكاشة: تصريحات ستيفن ويتكوف عن الأردن موجهاً للداخل الأمريكي
وأوضح العميد خالد عكاشة أن تصريحات المبعوث الأميركي عن الأردن كان موجهاً للداخل الأمريكي، الذي يفضل طوال الوقت أن يتأكد ان هناك علاقة وثيقة خاصة تربط الولايات المتحدة بالأردن، ويستشعر قلقاً بالغا (لصالح إسرائيل) في حال تأثرت تلك العلاقة على اي نحو وبأي درجة، لذلك جاء الثناء الغامض فقط لتسكين هذه الخواطر .
عكاشة: تصريحات ستيفن ويتكوف عن السعودية تهديد وابتزاز ناعم
وأضاف أن تصريحات المبعوث الأميركي عن السعودية موجه لها مباشرة، ويحمل من التهديد والابتزاز الناعم ما لا يخفى على أحد، فهي ليست المرة الأولى التي تتحدث الإدارة الجديدة مع المملكة بهذه اللهجة ولا أن تمس هذه القضايا برفق، وبتصنع فهم القضايا الإشكالية في الطريق إلى رأس الحكم السعودي الذي ينتظر من الولايات المتحدة الكثير مما لم يفصح عنه بعد، والتكرار والإلحاح حول قضية التطبيع مع إسرائيل هو بمثابة قمة جبل الجليد الظاهر لكن ما يجمع الدولتين أكبر بكثير، ونموذج استضافة الرياض لتسوية القضية الأوكرانية يدل أن المعلن لا زال بعيدُا عما تضمره كلا من الدولتين للأخرى، فالملف كبير ومتخم.
عكاشة: تصريحات ستيفن ويتكوف عن مصر موجه بشكل مباشر إلى إسرائيل
واكمل: تصريحات ستيفن ويتكوف عن مصر موجه بشكل مباشر إلى إسرائيل، وربما هذه هي الرسالة الوحيدة المبطنة في مجمل ما ذكره في اللقاء والرسالة بوضوح أن الولايات المتحدة ترى أن تسوية قضية غزة، أو مجمل الوضع الفلسطيني يجب ألا تتضر منه مصر بأي صورة كانت، والرجل وضع إنجازات الحرب الاسرائيلية من وجهة نظر تل أبيب باعتبارها ستتبخر في حال خسرت واشنطن القاهرة بأي قدر .. هذا حديث موجه إلى إسرائيل وان لم يسمها.
وأكد خالد عكاشة أن ستيف ويتكوف تابع الأداء المصري منذ جرى الإعلان عن مقترح التهجير، واختبر صلابة ورصانة الموقف المصري الذي تمكن من هزيمة المقترح الأمريكي ومحاصرته، بل وتشكيل جبهة رفض وصد جعلت إسرائيل ليس أمامها سوى اللجوء لردة فعل بحجم جولة حرب ثانية على قطاع غزة، من أجل خلط أوراق المشهد برمته.
وتابع أن الإدارة الامريكية أدركت أن مصر في فريق التفاوض الثلاثي تلعب دورًا يتجاوز حدود الوساطة بكثير، فهي عمليًا تخوض صراعًا شرسًا حول مقتضيات مصالحها وأمنها القومي الذي لن تتنازل عنه بأي صورة وتحت مختلف الضغوط وأعقدها.
وشدد على أن الحديث جاء موجهًا إلى إسرائيل بأن مصر لن تتوانى في الانتقال إلى الجانب الآخر في حال تضررت بأي صورة، وهذا الجانب الآخر في علاقتها مع الولايات المتحدة، كان يستلزم تحذيرا أمريكيًا مبطنًا إلى الانفلات الاسرائيلي بأن ذلك غير متوافق عليه حتى الآن على الأقل.
وصرح العميد خالد عكاشة أن الولايات المتحدة، ترصد بشكل دقيق ليس الشراسة والصلابة المصرية فقط بل تقدر حالة الهدوء والرصانة غير المتوقعة، التي باتت تفسرها مؤخراً بانها تستند على قدر معتبر من الجاهزية، والاحتشاد لكافة السيناريوهات المحتملة بنفس براعة القدرة على توليد أفكار ومسارات جديدة طوال الوقت.
