شباب سوريا يتسابقون على وظائف العمل في إسرائيل بحثا عن لقمة العيش

وظائف العمل في إسرائيل ، كشفت مصادر محلية في محافظة القنيطرة جنوب سوريا عن تسارع أعداد الشباب السوريين في المنطقة للتسجيل في برنامج عمالة يومية أعلنته إسرائيل مؤخرًا. 

وتحدثت المصادر عن تزايد عدد الراغبين في العمل داخل الأراضي المحتلة رغم رفض الكثيرين لهذا التوجه، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها معظم أهالي المنطقة.

الفقر يدفع الشباب السوري لـ وظائف العمل في إسرائيل  

وفقًا لأحد المصادر الأهلية، فإن غالبية أهالي بلدات وقرى القنيطرة المحاذية لخط فك الاشتباك، والتي توغلت فيها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد، يرفضون إرسال أبنائهم للعمل في إسرائيل، معتبرين أن التعامل مع الكيان المحتل يعد خيانة.

وأكد المصدر نفسه أن الظروف المعيشية المتدهورة، مثل ارتفاع تكاليف الزراعة وعدم توفر فرص عمل، جعلت العديد من الشباب يتوجهون لـ العمل في إسرائيل رغم معارضتهم للكيان المحتل.

 وأشار إلى أن الحكومة السورية يجب أن تبذل جهودًا عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية للسكان كي تمنع المزيد من التوجهات نحو إسرائيل.

العدد الكبير من المسجلين في برنامج العمل الإسرائيلي

أشار صحفي من محافظة القنيطرة إلى أن ما بين 60 و75 شابًا من المنطقة قد سجلوا أسماءهم في قوائم العمل التي أعلنت عنها إسرائيل، غالبيتهم من المناطق الشمالية للمحافظة، وقد أضاف الصحفي أن هؤلاء الشباب ليسوا متحمسين للعمل مع إسرائيل، لكن الحاجة الماسة لتأمين لقمة العيش هي ما دفعهم للبحث عن فرص العمل في أي مكان.

إسرائيل تستغل الفقر لإقامة برامج عمل في هضبة الجولان المحتلة

تعمل إسرائيل على استغلال الأزمة الاقتصادية في سوريا من خلال توفير فرص عمل في هضبة الجولان المحتلة في مجالات الصناعة، البناء، والزراعة، حيث قامت السلطات الإسرائيلية بإعداد خطة لاستجلاب العمال السوريين للعمل في هذه المجالات، على أن يحصل العامل السوري على حوالي 100 دولار كأجر يومي.

وذكرت مصادر إعلامية أن إسرائيل تسعى لتحسين تواجدها في المنطقة العازلة السورية في القنيطرة، حيث قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتنظيم مسح ميداني لتحديد احتياجات الأهالي ومهنهم، كما قامت بتسجيل قوائم بأسماء العمال الذين يرغبون في العمل داخل إسرائيل، مع التأكيد على أن القوات الإسرائيلية ستتولى تأمين دخول وخروج العمال.

تحذيرات من استغلال الظروف الصعبة في الجنوب السوري

تعمل إسرائيل على تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في الجنوب السوري، ويحذر العديد من المحليين والصحفيين من أن استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة قد يفاقم هذه الظاهرة، مما يشجع المزيد من السوريين على القبول بالعمل داخل إسرائيل رغم اعتراضهم على الاحتلال.

تسعى إسرائيل من خلال هذه الخطط إلى تعميق وجودها في الأراضي السورية المحتلة واستغلال الظروف المعيشية القاهرة التي يعاني منها السكان لتوسيع نفوذها على حساب الأوضاع الإنسانية للسوريين.

ما بين الفقر والسياسة.. معضلة جديدة في سوريا

تزداد الأزمة الاقتصادية في سوريا تعقيدًا، في وقت تستمر فيه العقوبات الاقتصادية الدولية في التأثير على الأوضاع المعيشية، مما يعزز من توجهات بعض الشباب السوري نحو العمل في الأراضي المحتلة بحثًا عن لقمة العيش، وهو ما يفتح المجال أمام تل أبيب لتوسيع نفوذها في المنطقة عبر استغلال الحاجة الماسة للعمالة.