حفل افطار الفيوم.. قلب بخناقة وهذا الفرق بينها وبين المطرية

حفل افطار الفيوم، شهدت محافظة الفيوم، أمس السبت، حدثًا تاريخيًا بتنظيم أكبر مائدة إفطار رمضانية، والتي امتدت لمسافة تصل لـ 500 متر في شارع جمال عبد الناصر، بدءًا من ميدان المسلة وصولاً لمنطقة دلة، وسط حضور الآلاف من أبناء المحافظة، وأجواء احتفالية رائعة.
حفل افطار الفيوم.. أكبر مائدة إفطار جماعي في المحافظة
وكانت محافظة الفيوم، نظمت بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجمعيات الأهلية، أكبر مائدة إفطار جماعي في المحافظة، بمشاركة نحو 8 آلاف شخص من أهالي المحافظة وعابري السبيل والأسر الأولى بالرعاية، وذلك ضمن احتفالات المحافظة بعيدها القومي وشهر رمضان المبارك.

وجاء هذا الإفطار بالتزامن مع احتفالات الفيوم بعيدها القومي والذي يوافق 15 مارس من كل عام، تخليدًا لذكرى مقاومة شعب الفيوم للاحتلال الإنجليزي بقيادة المناضل حمد الباسل، مما أضفى على الحدث طابعًا وطنيًا مميزًا.
ولكن حفل افطار الفيوم، قلب بخناقة مما جاء هذا الفرق بين مائدة إفطار المطرية ومائدة إفطار الفيوم
الفرق بين مائدة إفطار المطرية ومائدة إفطار الفيوم
اعتاد البعض في مائدة افطار الفيوم على أخذ كل ما يستطيعون ثم الرحيل، ولكن مائدة الإفطار في المطرية تختلف، فهي نابعة من أهل المطرية أنفسهم، بدءًا من إعداد الوجبات وتنظيم المكان، حيث يعتبرون هذا المكان جزءًا منهم، بعد الإفطار، يقومون بتنظيف المكان وإعادته كما كان.
ولكن ما حدث في الفيوم، فقد كانت المائدة من إعداد وتجهيز الأجهزة المحلية بالمحافظة كجزء من احتفالات العيد القومي للمحافظة، وفي مثل هذه الفعاليات، اعتاد الناس على التهافت على المنتجات المعروضة، مثلما كانوا يفعلون سابقًا أمام الجمعية التعاونية في مرزبان، حيث يسارع الجميع لأخذ كل ما يمكنهم تركه خلفهم من فوضى.
ومن أجل ضمان نجاح مثل هذه المهرجانات، يجب أن يتم تنظيمها من قبل الأجهزة الشعبية وبمشاركة الأحزاب إذا لزم الأمر، ولكن دعونا نرى لماذا نجحت مائدة المطرية واستمرت بنجاح للعام الـ11 على الرغم من بعض السلبيات التي لا تقلل من قيمة النجاح.

الفرق بين مائدة إفطار المطرية ومائدة إفطار الفيوم
أولاً: بدأت مائدة إفطار المطرية كفكرة بسيطة تهدف إلى توفير وجبات إفطار للمحتاجين بحوالي 500 وجبة، لكنها سرعان ما تطورت لتصبح حدثًا سنويًا ضخمًا يشارك فيه آلاف الصائمين من مختلف الطبقات الاجتماعية، ومنذ بداية هذه الفعالية قبل 11 عامًا، حرص المنظمون على تقديم إفطار جماعي مفتوح للجميع، مستلهمين روح التكافل الاجتماعي التي تميز الشعب المصري في رمضان، وكان القائمون على المائدة منذ بدايتها هم أهالي عزبة حمادة بالمطرية.
ولكن في الفيوم، فقد بدأت المبادرة من خلال الأجهزة المحلية وبالتأكيد بتبرعات من رجال الأعمال - وهو أمر ليس فيه عيب - ولكن عندما بدأوا في العام الأول بإطعام 10 آلاف شخص، اعتبرته خطوة جعلت المهرجان يتجاوز حدود السيطرة.
ثانيًا: مائدة إفطار المطرية لم تكن فقط لتوفير الطعام، بل كانت تعبيرًا عن فرحة الأهالي بهذا الشهر الكريم وتكافلهم الاجتماعي، سواء مسلمين أو مسيحيين، فقد كان الجميع يتبارى في إعداد وطهي الوجبات، على الرغم من وجود شيف من أهالي عزبة حمادة لطهي الأرز والمشويات، كان الأهالي في المنازل يقومون بإعداد المحاشي مثل الكرنب وورق العنب والفلفل والباذنجان، بالإضافة إلى صواني المكرونة بالبشاميل والحلويات مثل القطايف والكنافة، وكل ذلك من مالهم الخاص وبإمكانياتهم، وكانت الأجواء تشعر وكأنك في مائدة إفطار في بيت العائلة.
ولكن مائدة الفيوم، فكان هدفها فقط إطعام الناس على نفقة الأجهزة المحلية، ومن الطريف أن البعض كان يتساءل عن نوعية الطعام المقدم، بل وكانوا يتساءلون عن المحل الذي ستأتي منه الحلوى هل من محل سابليه ام بركة ام اللؤلؤة ؟، وكأنهم جاءوا فقط لتذوق الأطعمة.

ثالثًا: مائدة المطرية يتم الإعداد لها منذ بداية شهر شعبان، حيث يقوم أهالي العزبة بتزيين المنطقة بالكامل ودهان واجهات المنازل وكتابة عبارات شكر لبعض الأشخاص الذين كان لهم أثر في المنطقة، وهذا يشجع الجميع على المشاركة، كما تزين الأماكن بعبارات تحمل الطابع المصري الشعبي المعتاد.
ولكن في الفيوم، فقد كان التنظيم جيدًا ولافتات من رجال الأعمال فقط، وكان كل شيء جاهز بالفعل، ولكن دون وجود الملامح التي تعكس الثقافة الشعبية مثل الأنوار الزينة التي تميز الأحياء الشعبية.
رابعًا: كانت فرق العمل التطوعية في مائدة المطرية تتدرب بشكل دقيق، حيث يعقدون ورش عمل لتحديد اختصاصات كل فرد، سواء في إعداد الطعام أو تغليفه أو توزيعه، إضافة إلى فرق الاستقبال والتنظيم، وكانوا يرتدون زيًا موحدًا من إنتاجهم الخاص على نفقتهم، وكان المشهد يشبه فريقًا فندقيًا متدربًا.
ولكن في مائدة الفيوم، رغم وجود فريق تطوعي، إلا أنني أعتقد أن العدد لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات الأعداد التي فاقت العدد المحدد للوجبات.
خامسًا: فرق التنظيم في مائدة المطرية كانت تأخذ إجازات من أعمالهم للتفرغ لهذا اليوم، فمنهم من كان يأخذ إجازة أسبوعًا، وأقلهم كان يأخذ 3 أيام.
ولكن في مائدة الفيوم، إذا وجدت فرق تطوعية، كانت فقط خلال اليوم نفسه، مما أوجد فرقًا في التنظيم سواء قبل أو بعد المائدة.
سادسًا: كان يجب استغلال إقامة حفل الإفطار في الفيوم بتنظيم بعض الفقرات الفنية، مثل فقرات الإنشاد الديني أو فرق الموسيقى العربية التي تتناسب مع المناسبة الدينية، وكان من الممكن أيضًا إقامة معرض فني ليوم واحد يشارك فيه فنانو الفيوم وبعض مدارس المنطقة، بالإضافة إلى تنظيم سوق لبيع المنتجات الشعبية التي تشتهر بها الفيوم.
وأخيرًا، توزيع هدايا بسيطة مثل البالونات على الأطفال، وذلك لتغرس فيهم القيم عند الأطفال من الصغر، مما يعزز حضورهم والمساهمة في هذه المناسبة في المستقبل.