رؤية الشمس والقمر ساجدين مع برنامج روح مع نورهان الشيخ| فيديو

رؤية الشمس والقمر ساجدين مع برنامج روح مع نورهان الشيخ، تعد قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم، حيث تحمل بين طياتها دروسًا عظيمة في الصبر، والابتلاء، والتدبير الإلهي، والنصر بعد المحن، وقد وصفها الله بأنها "أحسن القصص"، ونستعرض تفاصيل هذه القصة المباركة، من رؤيا سيدنا يوسف وهو طفل، مرورًا بمحنته في الجب، وحتى تمكينه في أرض مصر، في برنامج روح مع نورهان الشيخ، خلال السطور التالية:
الرؤيا التي بشرت بالنبوة
بدأت القصة برؤيا رآها سيدنا يوسف وهو طفل صغير، حيث قال لأبيه سيدنا يعقوب عليه السلام: "يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" (يوسف: 4)، حينها فهم سيدنا يعقوب فورًا أن هذه الرؤيا تشير إلى مستقبل عظيم ليوسف، لكنه خشي عليه من حسد إخوته، فقال له: "يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا" (يوسف: 5).

مؤامرة الإخوة والتخلص من يوسف
امتلأت قلوب إخوة يوسف بالغيرة والحسد، وقرروا التخلص منه حتى يخلص لهم حب أبيهم، فقال بعضهم: "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضًا يخل لكم وجه أبيكم" (يوسف: 9)، ولكن أحدهم اقترح أن يُلقى في الجب بدلًا من قتله، فوافقوا على ذلك.
وذهب الإخوة إلى أبيهم وطلبوا منه أن يسمح لهم بأخذ يوسف معهم، فرفض في البداية خوفًا عليه، لكنه استجاب بعد إلحاحهم، وبمجرد أن ابتعدوا به، ألقوه في بئر مظلم بلا رحمة.
خديعة الإخوة والادعاء الكاذب
وعاد الإخوة إلى أبيهم يبكون، وزعموا أن الذئب قد أكل يوسف، وأحضروا قميصه ملطخًا بدمٍ كذب، ولكن سيدنا يعقوب لم يصدقهم، وقال بحزن شديد: "بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون" (يوسف: 18)، وهنا بدأت رحلة الابتلاء العظيمة لسيدنا يوسف.

ولم يكن الله ليدع يوسف في البئر، فقد شاءت حكمته أن تمر قافلة قريبة من البئر، وأرسلوا أحدهم ليجلب الماء، فوجد يوسف، ففرحوا به وأخرجوه ليبيعوه كعبد بثمن بخس، ووصل يوسف إلى مصر، واشتراه عزيزها، الذي كان وزير المالية في ذلك الوقت، وقال لزوجته: "أكرمي مثواه"، وهكذا انتقل يوسف من ظلام البئر إلى حياة جديدة في قصر العزيز، حيث نشأ في بيئة راقية، وتلقى العلم والحكمة.
ابتلاء جديد وهي فتنة امرأة العزيز
كبر يوسف وأصبح شابًا وسيمًا، وراودته امرأة العزيز عن نفسه، لكنه رفض بإيمان قوي، قائلًا: "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون" (يوسف: 23)، ولكنها لم تتوقف عن محاولاتها، حتى بلغت بها الجرأة أن اتهمته ظلمًا أمام زوجها، مما أدى إلى سجنه رغم براءته.

سيدنا يوسف من السجن إلى العرش
وفي السجن، أظهر يوسف حكمته في تفسير الأحلام، وعرف بصدقه ونزاهته، وعندما رأى ملك مصر رؤيا غامضة لم يستطع أحد تفسيرها، استدعوا يوسف، ففسّرها لهم بأنها تشير إلى سبع سنوات من الرخاء، تليها سبع سنوات من القحط، ونصحهم بتدبير اقتصادي حكيم، وانبهر الملك بحكمته، وعينه مسؤولًا عن خزائن مصر، ليصبح العزيز الفعلي لمصر، وهكذا تحققت رؤياه، وأصبح سيدنا يوسف في مكانة رفيعة بعد سنوات من الابتلاء.
لقاء سيدنا يوسف بعائلة ولم الشمل
وفي النهاية، شاء الله أن يجمع شمل يوسف بأسرته، فالتقى بإخوته عندما جاءوا لطلب الطعام أثناء سنوات القحط، وبعد عدة أحداث، كشف لهم عن هويته، وعفا عنهم قائلًا: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" (يوسف: 92)، ثم جاء بأبيه وأمه إلى مصر، وخروا له سجدًا، تمامًا كما رآه في رؤياه وهو صغير.