باحث لـ "الأيام المصرية": دمج قسد في الدولة السورية تحرك لافت وذو طابع تكتيكي

قال الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية إن دمج قوات سوريا الديموقراطية قسد تحرك لافت يأتي في ظل تحديات عميقة تواجهها السلطات الانتقالية في سوريا وكذلك كافة أطراف المشهد السياسي السوري.

وأضاف الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع يواجه ضغوط دولية على ما يبدو بسبب ما شهده الساحل السوري من فظائع ترتكب في حق المدنيين من أبناء الاقليات، لا سيما بعد تحرك روسي أمريكي في مجلس الأمن حيال هذه المسألة.

الدكتور محمد عثمان: قوات قسد حليف مهم للولايات المتحدة في حربها ضد داعش

وأكد عثمان أن قسد حليف مهم للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم داعش في سوريا، وهذه العلاقة الوطيدة مع واشنطن هي التي تمنع الشرع وحتى تركيا من اتخاذ إجراء عسكري حاسم ضدهم، ولذلك الانخراط في تسوية معهم في هذا التوقيت بالإضافة إلى التعهد بمحاسبة من يقوم بعمليات القتل الجماعي بمحافظات الساحل، الهدف منه استمالة الولايات المتحدة والغرب.

ولفت الباحث إلى أن قسد تتراجع وضعيتها وأهميتها بالنسبة للولايات المتحدة، خاصةً مع تراجع خطر داعش ولو مؤقتاً خلال السنوات الماضية، واتجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا، ويتزامن ذلك مع بداية عملية استسلام تنظيم حزب العمال الكردستاني بعد 40 عامًا من العمل المسلح لصد الدولة التركية، وهذه الجماعة الكردية تعتبر منبع تنظيمي وأيدلوجي للفصائل الكردية داخل سوريا، وبالتالي تخلي حزب العمال عن العمل المسلح يضعف من قضية الانفصال الكردي ككل بما في ذلك داخل سوريا.

وتابع أن قوات قسد تتعاطي مع أحمد الشرع كأمر واقع وتحاول التوصل لتفاهمات معه لتفادي الدخول في مواجهة مع الأتراك بدون دعم أمريكي وفي غياب تام لحزب العمال الكردستاني.

ولكن حتى الآن التفاهمات بين أحمد الشرع وقسد ذات طابع تكتيكي هدفه تجاوز العاصفة، وغياب صيغة تنفيذية واضحة لتنفيذه مع التعاطي الفعال مع تعقيداته، تقلل من فرص استدامته ونجاحه.

محمد عثمان: تغليب لغة الحوار على الحرب أفضل من لا شيء

واختتم الدكتور محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية قائلًا إنه في نهاية المطاف الوصول لتوافق في حد ذاته، وتغليب لغة الحوار والسياسة على منطق الحرب والاقتتال أفضل من لا شيء.