لماذا يختبرنا الله وهو يعلم النتيجة؟.. مفتي الجمهورية يجيب

ليه ربنا بيحاسبنا طالما أقدارنا مكتوبة؟.. سؤال يشغل أذهان الكثير من الناس، إذ يتحير البعض بين ما إذا كان العبد يفعل الذنب من نفسه أم لأنه قدر الله المكتوب عليه.

ليه ربنا بيحاسبنا طالما أقدارنا مكتوبة؟
كشف الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، عن مسألة القضاء والقدر، مبيّنًا أنه فيما يتعلق بموضوع الجبر والاختيار إنما هو صنع عقول بشرية، مؤكدًا أن الإنسان حر في تصرفاته ويشعر بإرادته الحرة وهو أمر لا يمكن إنكاره.
وشدد على أن كل إنسان حين يقبل على أمر أو فعل ما، فإنه يفكر فيه ويخطط له ويوازن بين كافة الأمور، ومن ثم يتخذ قراره بحرية تامة، وهو ما يؤكد أنه المسؤول الوحيد عن تصرفاته وليس مجبرًا عليها كما يتوهم البعض.
واستنكر عياد الفكرة السائدة بشأن أن الله كتب قدر الإنسان في كل شيء ثم يعاقبه عليه، معتبرًا أن هذه الفكرة مغالطة كبيرة، مستندًا في ذلك إلى القوانين الوضعية التي تفرض على البشرية ضوابط محددة، ومع ذلك نجد أشخاصًا يرتكبون ما يخالف هذه القوانين ولا يستطيعون أن يدعوا أنها من أجبرتهم على ذلك.
ولفت إلى أن الله تعالى خلق الإنسان وميزه بالعقل، وبعث إليه الرسل والأنبياء، وأنزل إليه الكتب السماوية؛ حتى يكون على بيّنة من أمره ويحسن الاختيار في شئون حياته، مستندًا إلى قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".
لماذا نحاسب وكل شي مكتوب؟
وأشار المفتي إلى أن علم الله المطلق، ليس المراد منه أنه تعالى يجبر الإنسان على أفعاله، وإنما يعني أن الله تعالى على علم مسبق بما سيختاره الإنسان بإرادته وحريته التامة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإيمان بالقضاء والقدر هو ركن أساسي أركان الإيمان، وأن الله تعالى يحاسب العبد فقط على أفعاله التي قام بها وفق إرادته واختياره، مستشهدًا بقول الله تعالى: "من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد".