لماذا يتجاهل المراهقون توجيهات الوالدين؟ .. استشارية نفسية تجيب (خاص)

لماذا يتجاهل المراهقون توجيهات الوالدين؟ .. استشارية نفسية تجيب، قالت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري الطب النفسي والإرشاد الأسري، إن تجاهل المراهقين لتوجيهات الوالدين يرجع إلى عدة أسباب نفسية وسلوكية تتعلق بطبيعة المرحلة العمرية والتغيرات التي يمرون بها.

وأكدت أن المراهقة تبدأ عند الفتيات من سن 10 سنوات، بينما عند الأولاد من 11 سنة، لكن في الوقت الحالي، ومع التطور التكنولوجي السريع، أصبحت المراهقة تبدأ مبكرًا، وقد تصل إلى سن 9 سنوات، وأكدت أن هذه المرحلة تتميز بالعصبية، وسرعة الغضب، والبحث عن الهوية، مما يجعل المراهق يميل إلى التمرد والعناد واتخاذ قراراته بنفسه.

وأضافت أن أحد العوامل المؤثرة هو التقليد الأعمى للمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتأثر المراهقون بشخصيات قد تكون تصرفاتها غير مقبولة أو غير مرغوب فيها من قبل الأسرة، كما أن الإساءة الوالدية غير المقصودة، مثل المقارنات السلبية بين الأبناء، تؤدي إلى شعور المراهق بعدم الكفاءة الذاتية، مما يزيد من رفضه لتوجيهات الأهل.

وأشارت إلى أن الإجهاد الدراسي، والمشاكل المنزلية، والتنمر في المدرسة، كلها ضغوط تؤثر على الحالة النفسية للمراهق، وقد تجعله أكثر حساسية، وانعزالًا، وعرضة لنوبات الاكتئاب.

نصائح للتعامل مع المراهقين بطريقة إيجابية

وأكدت الدكتورة ريهام عبد الرحمن أن التعامل مع المراهقين يحتاج إلى تفهم خصائص هذه المرحلة العمرية، وذلك من خلال:

• يجب على الأهل أن يكونوا أصدقاء لأولادهم، ويتجنبوا الحكم عليهم أو انتقادهم باستمرار، لأن النقد الدائم يدفع المراهق إلى العناد.
• احترام مشاعرهم فمن الضروري إعطاء المراهق مساحة للتعبير عن نفسه دون خوف من النقد أو العقاب، مع التركيز على لغة الجسد الإيجابية أثناء الحديث معهم.

• تشجيع الاهتمامات المشتركة ويمكن للأهل مشاركة أبنائهم في أنشطتهم المفضلة مثل الرياضة، وقراءة الروايات، والاستماع إلى الدروس الدينية، مما يساعد في تقوية العلاقة بينهم.
• التوازن بين الحرية والحدود ومن المهم وضع حدود واضحة دون اللجوء إلى العنف أو العقاب القاسي، والحرص على فرض العواقب الإيجابية بدلًا من العقوبات السلبية.
• متابعة نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أوضحت د. ريهام أن المراقبة الصارمة للمراهقين قد تؤدي إلى فقدان الثقة بين الأهل وأبنائهم، لذلك يفضل المتابعة بطريقة غير مباشرة، مع تجنب فرض قيود صارمة مثل إلغاء خاصية كلمات المرور.

وحذرت من أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة، مثل النرجسية، والعزلة، والاكتئاب، وأحيانًا التفكير في الانتحار، خاصة إذا تعرض المراهق للتنمر الإلكتروني أو الابتزاز، كما أن سوء اختيار الأصدقاء قد يزيد من انعدام الثقة بالنفس والشعور بعدم الرضا.

واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن أسلوب الحوار الهادئ والدعم النفسي من قبل الأسرة هو المفتاح الأساسي لبناء علاقة صحية مع المراهقين، مما يساعدهم على تجاوز هذه المرحلة بسلاسة وثقة في أنفسهم.