متسحرتش وجعان.. هل يجوز لي أن أفطر؟ الإفتاء ترد
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا من أحد متابعيها حول حكم إفطار الصائم الذي نام دون أن يتناول الإفطار والسحور، واستيقظ في اليوم التالي ليجد نفسه في حالة من الجوع والعطش الشديدين.
هل يجوز الإفطار لمن فاته السحور؟
وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء، إن الصائم الذي ينشغل عن تناول الإفطار والسحور بسبب عمله، فيجد نفسه مع طلوع الفجر في اليوم التالي دون طعامٍ أو شرابٍ كافٍ، عليه أن يبدأ يومه صائمًا ولا يجوز له الإفطار لمجرد الشعور بالجوع أو العطش.
وأضافت أنه إذا اشتدت عليه المشقة إلى حد الخوف على صحته أو تعرضه للهلاك أو المرض، جاز له الإفطار في هذه الحالة، على أن يقضي ذلك اليوم بعد انتهاء رمضان.
وأكدت الدار على أهمية الالتزام بسُنّة تناول الإفطار والسحور، لما في ذلك من عون على الصيام وأداء العبادات.
حكم من فاته الإفطار والسحور بسبب العمل
وبالنسبة لمن لم يتناول الإفطار والسحور لانشغاله بعمله، ذكرت دار الإفتاء أن الواجب عليه الصيام إذا كان قادرًا على تحمله، ولا يجوز له الإفطار لمجرد الإحساس بالجوع أو العطش.
ونوهت أنه إذا بلغ الأمر حد المشقة البالغة التي قد تؤدي إلى ضرر صحي أو خطر على حياته، فإن الفقهاء أباحوا له الفطر في هذه الحالة، مع وجوب قضاء اليوم بعد رمضان، وذلك عملًا بمبدأ دفع الضرر عن النفس، وهو ما أكدته المذاهب الفقهية المختلفة.
حكم الإفطار لشدة الجوع والعطش
واستندت الدار في فتواها إلى عددٍ من أقوال الفقهاء، حيث ذكر الإمام الكاساني من المذهب الحنفي في كتاب بدائع الصنائع أن الجوع والعطش الشديدين اللذين يخشى منهما الهلاك يبيحان الفطر، تمامًا كما يبيحه المرض الخطير.
كما أوضح الإمام ابن جزي المالكي في القوانين الفقهية أن من أصابه الجوع أو العطش الشديد يجوز له الفطر ويجب عليه القضاء، بل إذا بلغ به الأمر حد الخطر على النفس، صار الصيام في حقه محرمًا.
أما الإمام النووي من المذهب الشافعي فقد ذكر في روضة الطالبين أن من اشتد به العطش أو الجوع حتى خشي الهلاك، جاز له الفطر حتى لو كان مقيمًا وبصحة جيدة.
وفي السياق ذاته، أكد الإمام ابن قدامة الحنبلي في الكافي أن الصحيح إذا خاف على نفسه بسبب العطش أو الجوع الشديد، فله أن يفطر ويقضي بعد ذلك، قياسًا على حكم المريض الذي يواجه صعوبة في الصيام.
