مصطفى حسني: لله جنود لتثبيت الصالحين على الحق.. والمكر السيئ سيصيب بأهله

قال مصطفى حسني، الداعية الإسلامي، إن الله سبحانه وتعالى يثبت عباده الصالحين على الحق بطرق شتى، فقد يرسل لهم كلمة عابرة من شخص مجهول، أو يلهم أحدًا بحكمة تنير لهم الطريق وسط الظلمات.
مصطفى حسني: لله جنود لتثبيت الصالحين على الحق
واستشهد الداعية الإسلامي على ذلك بما ورد في قصة نبي الله يوسف عليه السلام، حين ألقى الله في قلب الشاهد فكرة منطقية نقلت القضية من مشاعر الغضب والاستثارة إلى ميزان العقل والعدل.

وأضاف أنه كان من الممكن أن يُدان سيدنا يوسف ظلمًا، لكن الله الذي لا يضيع أجر المحسنين، جعل الشاهد يقترح دليلاً واضحًا في قوله تعالى: "إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ".
وتابع: وحينما رأى الزوج أن القميص قد تمزق من الخلف، أدرك الحقيقة وقال: "إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم"، لافتًا إلى أن الشاهد كان جنديًا من جنود الله، جاء في اللحظة المناسبة لينقذ نبي الله من ظلمٍ محقق.
جنود الله في الأرض
وبيّن حسني أنه هذا ليس المشهد الوحيد الذي تتجلى فيه جنود الله، مستشهدًا بقصة أخرى في حياة الإمام أحمد بن حنبل، حينما وقف صامدًا أمام فتنة خلق القرآن، إذ تعرض للتعذيب والسجن، ومع ذلك وجد من يثبّته في أشد لحظاته ضعفًا.
واسترسل: فجاءه أحد أصحابه وقال له: "إن قتلك الخليفة فأنت شهيد، فاصبر واثبت على الحق"، ثم جاءه آخر عبر النهر ليقول له: "إنك اليوم إمام الناس، فإن ثبت، ثبتوا، وإن ضعفت، ضعفوا".
واستطرد: حتى داخل السجن وجد من يثبّته، حيث قال له أحد اللصوص: "لقد جُلدت ألف سوط طاعةً للشيطان، فاثبت أنت من أجل الرحمن".
كيد الإنسان وستر الله
واختتم حسني حديثه بالتأكيد على أن الكيد حين يتجرد من الإيمان، يتحول إلى سلاحٍ لإيذاء الآخرين، منوهًا أن الإنسان قد يخطط ويمكر وينسى أن هناك إلهًا يحيط به ويدبر أمره، قال تعالى: "إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا"، مشددًا على أن الله تعالى يرد كيد الظالمين على أنفسهم، وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.