كيف يعيد الكارت الموحد هيكلة الدعم في مصر؟.. خبير اقتصادي يوضح

قال الدكتور بلال شعيب الخبير الاقتصادي، إن الدولة المصرية قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التحول الرقمي، وهو ما يظهر في التصريحات الأخيرة للبنك المركزي المصري، التي تؤكد أن أكثر من 48 مليون مواطن داخل مصر لديهم حسابات مصرفية وهذه نقطة إيجابية تبرز جهود الدولة في مجال الشمول المالي والتحول الرقمي.

منظومة الكارت الموحد

وأضاف شعيب خلال مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أنه على سبيل المثال، يرتبط السجل التجاري للشركات بعدد كبير من الجهات الحكومية في مصر (أكثر من 25 جهة حكومية داخل مصر)، مما يعكس تطورًا كبيرًا في قاعدة البيانات الحكومية وتكاملها بين الهيئات والوزارات المختلفة، مما يساهم في تحسين كفاءة الأداء الحكومي.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الدولة المصرية تسعى لتحقيق 3 أهداف رئيسية، وهي تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، القضاء على الفقر، وتوزيع عادل للموارد الاقتصادية. 

خبير اقتصادي: الكارت الموحد خطوة نحو تحقيق العدالة الاقتصادية وتحسين حياة المواطنين

وفي هذا الإطار، تابع بلال، إن التحول إلى منظومة الدعم النقدي والتحول إلى النظام الإلكتروني يمثل خطوة هامة نحو حوكمة الدعم بشكل أفضل، فعلى سبيل المثال، يستفيد حوالي 64 مليون مواطن من دعم السلع التموينية، بتكلفة تقدر بنحو 134 مليار جنيه، بينما يستفيد 74 مليون مواطن من دعم الخبز المدعم بتكلفة تقارب 90 مليار جنيه، وتهدف الدولة إلى تحسين وصول الدعم إلى مستحقيه بشكل دقيق، وهو ما يسهم بشكل كبير في رفع كفاءة التوزيع.

واستكمل الدكتور بلال شعيب، أن بعض المواطنين ما زالوا يستخدمون البطاقات القديمة للدعم التمويني لدى البقالين، مما يؤدي إلى عدم وصول الدعم بشكل حقيقي إلى المستفيدين، ووفقًا لبعض الخبراء الاقتصاديين، يقدر حجم الدعم الذي يسرب من المنظومة بحوالي 30-40%، مما يشكل نسبة كبيرة خاصة مع زيادة الدعم المقدم من الدولة، فعلى سبيل المثال، وصل حجم دعم المواد البترولية في الموازنة العامة إلى 154 مليار جنيه، بزيادة ملحوظة عن الدعم السابق الذي كان 119 مليار جنيه.

فوائد استخدام الكارت المواحد للمواطنين والدولة.. التحول إى الدعم النقدي

وفيما يتعلق بفائدة استخدام الكارت الموحد، أشار شعيب إلى أنه يساهم في تسهيل وصول المواطنين إلى الدعم والخدمات المختلفة من خلال كارت واحد، على سبيل المثال، في محافظة بورسعيد حيث يتم تطبيق منظومة الكارت الموحد، يستطيع المواطن الحصول على تأمين صحي شامل، وهو جزء من خطة الدولة لتوسيع نطاق التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية، إضافة إلى ذلك، فإن الدولة تهدف إلى إلغاء منظومة الدعم العيني والتحول إلى الدعم النقدي، مما يسهل على المواطن استخدام الكارت في الحصول على الخبز المدعم، السلع التموينية، التأمين الصحي، دعم المواصلات، ودعم المواد البترولية.

وأوضح شعيب، أن هناك خططًا لإضافة المزيد من الخدمات الحكومية للكارت الموحد في المستقبل، تشمل هذه الخدمات، على سبيل المثال، التحول الرقمي في قطاع التأمين الصحي، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خطط للقضاء على الطوابير المتعلقة بالعلاج على نفقة الدولة، مع تنفيذ المنظومة بالكامل لجميع طالبي العلاج غير القادرين قبل نهاية شهر رمضان، وستؤثر هذه الخطوات بشكل إيجابي على تسريع الإجراءات وتسهيل وصول المواطنين للخدمات الحكومية.