بعد واقعة اللاعب كريم فؤاد.. هل قراءة القرآن من المحمول في صلاة التراويح حلال؟

هل قراءة القرآن من المحمول في صلاة التراويح حلال؟ .. انتشر مؤخرًا فيديو للاعب كرة القدم كريم فؤاد، نجم النادي الأهلي، وهو يؤم الناس في صلاة التراويح، ويقرأ من هاتفه أثناء الصلاة، مما أثار تساؤلات كثيرة حول حكم قراءة القرآن المصحف أو الهاتف أثناء الصلاة، خاصةً للإمام في صلاة التراويح.
هل قراءة القرآن من المحمول في صلاة التراويح حلال؟
الأصل في قراءة القرآن في الصلاة أن تكون عن ظهر قلب؛ لأن ذلك الفعل هو هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولأنه أعون على الخشوع، وأبعد عن الانشغال والحركة، وأدعى إلى العناية من الأمة بحفظ القرآن الكريم مع تعاقب الأزمان والدهور.
لكن قد توجد رغبة من بعض الناس في تطويل الصلاة، وليس لديهم محفوظ كثير من القرآن يعينهم على ذلك، فهل يجوز لهم إمساك المصحف والقراءة منه أثناء الصلاة؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة إلى قولين:
القول الأول: ذهب أبو حنيفة إلى عدم جواز حمل المصحف للقراءة منه في الصلاة، بل رأى فساد الصلاة بالقراءة من المصحف مطلقًا، سواء كانت القراءة قليلة أم كثيرة، من إمام أو منفرد.
وإلى عدم الجواز وبطلان الصلاة ذهب ابن حزم؛ قال في المحلى: "ولا تجوز القراءة في مصحف ولا في غيره لمصلٍّ، إمامًا كان أو غيره، فإن تعمد ذلك بطلت صلاته".
القول الثاني: ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف
قال الشافعية: "سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلب أوراقه أحيانًا في صلاته لم تبطل، ولو نظر في مكتوب غير القرآن، وردد ما فيه في نفسه لم تبطل صلاته".
والجواز الذي جاء عند الحنابلة مصرحًا به هو في النافلة عند الحاجة إليه، وأما في الفريضة فقيل: بالكراهة، وقيل بالجواز في النافلة والفريضة"، قال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف، قيل له: في الفريضة؟ قال: لا، لم أسمع فيه شيئًا.

بعد النظر في هذين القولين وما احتجوا به يبدو أن الراجح هو الآتي:
جواز القراءة من المصحف في صلاة النافلة التي تحتاج إلى قراءة طويلة؛ كالتراويح وقيام الليل والكسوف والخسوف؛ لأنه ليس كل المسلمين لديه حفظٌ كثير يعينه على طول الصلاة، أو قد يكون حافظًا، لكنه غير مراجع ومُتقن لما يحفظ، خاصة في رمضان الذي يحب الصالحون فيه تطويل القراءة في التراويح والتهجد.
وإن احتيج للقراءة من المصحف في الفرض، فليس هناك مانع شرعي يمنع من ذلك، لكن الأولى ترك ذلك؛ لأن الغالب عدم تطويل القراءة في الفرائض، خاصة في هذا الزمان.

القراءة من الجوال:
وكل ما يقال من جواز القراءة من المصحف في الصلاة على الراجح يقال في القراءة من الجوال، بل إن القراءة للمصلي من الجوال قد تكون أولى من المصحف؛ لأسباب:
أن الجوال: (أخف حملًا - أيسر تقليبًا من أوراق المصحف - أيسر في إغلاقه وفتحه)
كما أن الجوال لو وضعه المصلي أمامه عند السجود لا يكون فيه امتهان، بخلاف وضع بعض القارئين للمصاحف على الأرض عند سجودهم، كما يسهل وضعه في الجيب بخلاف المصاحف فيما إذا كانت كبيرة.
والجوال يساعد المصلي إمامًا أو منفردًا في استمرار إضاءته، حتى ولو انطفأت الكهرباء أثناء الصلاة أو ضعفت أنوارها، على خلاف القراءة من المصحف؛ فإن بعض الحاملين للمصاحف ينقطعون عن القراءة للركوع عندما تنطفأ الكهرباء فجأةً.