حكم مداعبة الزوجة في رمضان وخروج المذي.. هل يفسد الصوم؟

حكم مداعبة الزوجة في رمضان وخروج المذي، كما يوضحها الشيخ عبد الله حامد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أنه يجب أن نعلم أولًا ما هو مفهوم المذي كما عرفه الإمام النووي - رحمه الله.
الإمام النووي: المذي ماء أبيض رقيق يخرج عند الشهوة من النساء والرجال
فقال: هو ماء أبيض رقيق، يتميّز باللزوجة، يخرج عند الشهوة، ويكون خروجه سلسًا بحيث أنه قد لا يشعر به، وليس بعده فتور، ويخرج من النساء والرجال على حدّ سواء، ولا يشترط فيه حصول الشهوة؛ بل يخرج عند بداية حدوثها.
الإمام علي بن أبي طالب يوضح كيفية الاغتسال من المذي
وهو ماء نجس نجاسة مخففة تزول بمجرد نضح الماء على المكان الذي أصابه إن أصابه، مع غسل العضو كاملًا والخصيتان، وذلك لما روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كنتُ رجلًا مَذَّاءً، فأمَرتُ رجلًا أن يَسأَلَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لمكانِ ابنتِه.

فسأَل فقال: توضَّأْ واغسِلْ ذكَرَك)، وعليه فنزول المذي لا يوجب سوى الوضوء للطهارة من أجل الصلاة.
ما هو حكم نزول المذي أثناء الصيام؟
وحكم نزول المذي أثناء الصيام يعود سبب نزول المذي في العادة بسبب ما يحصل من المداعبة والملاعبة، أو يخطر بباله من الجماع وتذكّر أو إرادته، أو ما ينظر إليه، وقد تعدّدت الأقوال بين المذاهب في القول بإفساد المذي للصوم أو عدم إفساده.
وأما رأي مذهب الحنابلة؛ يؤدي المذي إلى إفساد الصوم وإبطاله، إن كان سببه يعود إلى المباشرة بالمس أو التقبيل، أمّا إن كان سببه النظر فلا يبطل الصيام.
الحنفية والشافعية: نزول المذي بالمباشرة “اللمس والتقبيل” لا يفسد الصيام
وأما مذهب أبو حنيفة والشافعي؛ لا يؤدي نزول المذي إلى إفساد الصيام، دون النظر إلى سببه سواء أكان مباشرة باللمس أو التقبيل، أو بالنظر دون المباشرة، وأن الذي يُفسد الصيام هو المني لا المذي.
ابن تيمية: يتفق مع رأي أبي حنيفة والشافعي بأن المذي لا يفسد الصيام
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بما قاله أبي حنيفة والشافعي، فاختار أنّ المذي لا يؤدي إلى الإفساد، والدليل على عدم إفساد الصيام بنزول المذي هو عدم وجود الحجة على إفساد الصيام بنزوله، ولأن الصوم عبادة فرضها الله على عباده، ولا يمكن القول بإفسادها دون دليل، لكن ينبغي على الصائم أن يحاول اجتناب الأمور التي تؤدي إلى نزول المذي أثناء الصيام.

مبطلات الصيام: الحيض - النفاث - الأكل العمد - القيء عمدا - الجماع
وأما مبطلات الصيام تتعدد الأمور التي تؤدي إلى إبطال الصوم، وذلك على النحو الآتي:
- الحيض والنفاس؛ فلو رأت المرأة دم حيض أو نفاس في أي وقت من أوقات الصيام فقد بطل صيامها، وذلك لما روت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- فقال: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ، فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ، قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).
- الأكل والشرب عمداً، فمن أكل أو شرب متعمداً في نهار رمضان فقد بطل صيامه، وارتكب إثماً، ووجب عليه قضاء الصيام، أمّا إن كان ناسياً فلا شيء عليه.
- القيء عمداً؛ وذلك بوضع الصائم يده في فمه، فمن فعل ذلك فقد أبطل صيامه وعليه القضاء، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن ذرَعَهُ القَيءُ؛ فليس عليه قَضاءٌ، ومَنِ استَقاءَ فليَقضِ).
- نزول المني بشهوة؛ والمقصود بشهوة أي دون جماع، فمن نزل منه المني بالمباشرة أو التقبيل أو الملامسة فقد بطل صومه وعليه القضاء.
- الجماع في نهار رمضان؛ ويؤدي إلى إفساد الصوم ووجوب القضاء ودفع كفارة الجماع في نهار رمضان، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يقطعهما، وإن قطعهما بإفطار يوم دون عذر شرعي فعليه العودة من جديد.