خبير أوكراني لـ"الأيام المصرية": من الصعب تحقيق السلام في ظل سعي روسيا للسيطرة على البلاد

قال مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني، الدكتور إيفان أوس، إنه من الصعب تحقيق السلام في ظل سعي روسيا للسيطرة على أوكرانيا، مشيرًا إلى أن ديناميكيات الأحداث الحالية كما يبدو لروسيا تسير في الاتجاه الصحيح أي أنه لا يوجد ما يدعو روسيا للتوقف.
وأضاف الدكتور في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل، وهذا يعني معاقبة روسيا على بدء الحرب وعلى جميع الجرائم التي ارتُكبت خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى تعويضات مادية عن الأضرار الناجمة، مع ذلك بما أن أهداف روسيا لم تتغير، فإن أي سلام سيعني توقفًا مؤقتًا حتى الحرب القادمة.
وأشار أوس إلى وقف إطلاق النار في عيد الفصح وتبادل الأسرى، مؤكدًا أنه ليس أول تبادل للأسرى في هذه الحرب، وهو أمر تشكر عليه أوكرانيا للوسطاء، وفي مقدمتهم الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أن تبادل الأسرى جزءًا طبيعيًا من الحرب، لأن أوكرانيا تقدّر كل فرد من مواطنيها، لافتًا إلى أن روسيا لا تريد مواجهة استياء السكان المتزايد من استمرار الحرب التي وعدت بها لبضعة أيام منذ أربع سنوات.
وأكد المستشار الأوكراني أنه عاد 277 جنديًا إلى أوكرانيا في 19 أبريل، منهم 246 ضمن عملية تبادل الأسرى، مع إطلاق سراح 31 آخرين خارج إطار التبادل.
ولفت المستشار بالمعهد الوطني الأوكراني إلى أن معظم العائدين هم من الشباب المولودين بعد عام 2000، ومن بين العائدين جندية كانت في الأسر منذ مايو 2022، وأيضًا 268 من الجنود وضباط الصف المفرج عنهم من الرتب العسكرية والرقيب، بجانب الإفراج عن 9 ضباط.
د. إيفان أوس: تبادل الأسرى الحالي هو الرابع هذا العام والثالث والستين منذ بدء بدء الحرب
وتابع أن التبادل الحالي هو الرابع هذا العام، والثالث والستين منذ بدء الغزو الشامل، مضيفًا أن هذا العام وحده عاد 596 أوكرانيًا إلى ديارهم من الأسر الروسي ضمن عمليات التبادل، ولإطلاق سراح 53 مدافعًا عن حقوق الإنسان خارج إطار التبادل، وفي المجمل أطلق مقر التنسيق سراح 4552 مواطنًا أوكرانيًا ضمن عملية التفاوض وعمليات التبادل منذ مارس 2022، فضلًا عن 529 شخصًا إضافيًا من الأسر الروسي خارج إطار التبادل.

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين بمناسبة عيد الفصح، والمقرر أن يستمر حتى 21 أبريل، مقارنة بتجربة الحرب مع روسيا المستمرة منذ عام 2014، تشير إلى أن هذا الاقتراح لن يثمر شيئًا، وأحدث مثال على ذلك هو الهدنة الأخيرة التي استمرت 30 يومًا، والتي هاجمت خلالها روسيا المدن الأوكرانية يوميًا تقريبًا، حيث الهجوم الصاروخي على ملعب في مدينة كريفي ريه، والذي أسفر عن مقتل 20 شخصًا من بينهم 9 أطفال، بالإضافة إلى الهجوم الصاروخي الثاني الذي وقع بعد توقف قصير في مدينة سومي، والذي أسفر عن مقتل 35 شخصًا في أحد الشعانين، وهو عيد ديني يصادف قبل أسبوع من عيد الفصح، ثم وقع هجوم بثلاثة صواريخ على مدينة خاركيف مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 100 شخص، وهجوم آخر على مدينة سومي، أسفر عن مقتل شخص واحد.
واختتم الدكتور إيفان أوس المستشار بالمعهد الوطني الأوكراني قوله إنه حتى بعد إعلان بوتين وقف إطلاق النار، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بطائرة مسيرة، وبالتالي فإن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار لا يبدو ممكناً.