ما حكم بلع الريق بعد المضمضة في الصيام .. هل يقبل عند الله؟
مع حلول شهر رمضان المبارك، يتبادر إلى ذهن الكثير من الصائمين مجموعة من الأسئلة المتعلقة بآداب الصيام وأحكامه، وأحد الأسئلة الشائعة يتعلق بتأثير المضمضة والغرغرة على الصوم، خاصة عند الشعور بالجفاف في الفم والحلق، حيث قد يلجأ بعض الأشخاص إلى الغرغرة أو المضمضة للتخفيف من ذلك الجفاف، فما حكم ذلك؟ وهل يفسد الصوم؟.
هل يفسد الصوم بالغرغرة أو المضمضة؟
إذا كان الصائم يعاني من جفاف شديد في فمه وحلقه أثناء الصيام، قد يلجأ إلى المضمضة أو الغرغرة بماء للتخفيف من هذا الجفاف، وحسب ما ورد في فتاوى أهل العلم، يُستحب للصائم أن يقتصر على المضمضة بشكل عادي دون المبالغة في الغرغرة، حيث إن المبالغة قد تؤدي إلى دخول الماء إلى الحلق عن غير قصد، مما قد يفسد الصوم.
وقد ذكر الفقهاء أن الصوم لا يُبطل إذا لم يتم ابتلاع شيء من الماء أثناء الغرغرة أو المضمضة، أي إذا كان الشخص متأكدًا أنه لم يبلع الماء أثناء تلك العملية، ولذلك، لا يفسد الصوم بمجرد الشك في ابتلاع الماء، بل يبقى الصوم صحيحًا ما دام الشك ليس مبنيًا على يقين.
هل يعتبر بلع الريق بعد المضمضة مفطرًا؟
في حال بقي بلل أو رطوبة في الفم بعد المضمضة أو الغرغرة، وأدى ذلك إلى ابتلاع جزء من هذا البلل مع الريق، فإن ذلك لا يبطل الصيام، ووفقًا لما ورد في الموسوعة الفقهية، فإن بقاء الرطوبة في الفم بعد المضمضة لا يؤثر على صحة الصوم إذا تم ابتلاعها مع الريق، لأن هذه الرطوبة لا تعتبر ماءً محضًا، بل هي خليط من الريق والماء.
كما أضاف الفقهاء في فتاوى مختلفة أن المضمضة لا تفسد الصيام حتى وإن كان هناك بعض البلل الذي يصعب التخلص منه، ويؤكد الفقهاء أنه إذا تم البصق بعد المضمضة بشكل كامل ولم يتم ابتلاع الماء عن عمد، فإن الصوم يبقى صحيحًا ولا يُعتبر مفطرًا.
حكم الغرغرة أثناء الصيام
لكن يستحب أن يتجنب الصائم المبالغة في المضمضة أو الغرغرة أثناء الصيام، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا»، مما يشير إلى أنه ينبغي للمرء أن يكون حذرًا في هذه الأمور أثناء الصيام لتجنب إدخال الماء إلى الحلق عن غير قصد، ويستدل من ذلك على أن الغرغرة يمكن أن تؤدي إلى دخول الماء إلى الحلق، مما يبطل الصيام.
هل يعتبر الشك في ابتلاع الماء سببًا لبطلان الصوم؟
من المهم أن يعرف الصائم أنه إذا شعر بالشك في ابتلاع الماء بعد المضمضة أو الغرغرة، فإن هذا الشك لا يفسد الصوم، لأن الأصل في الصوم هو الصحة، فلا ينتقل من حالة اليقين إلى الشك إلا إذا كان هناك دليل قاطع على ابتلاع شيء من الماء، كما أن ابتلاع الريق أو الرطوبة الناتجة عن المضمضة بعد البصق لا يؤثر على الصيام.
يبقى صومك صحيحًا طالما أنك لم تتأكد من ابتلاع الماء أثناء المضمضة أو الغرغرة، ولا بأس في بلع الريق بعد المضمضة ما دام الماء قد تم البصق به، ولكن يفضل تجنب الغرغرة الشديدة والمبالغة فيها لتفادي الدخول في أي شكوك قد تفسد الصيام.
