حكم الطلاق في رمضان .. هل يقع وقت الصيام؟

رمضان هو شهر العبادة والطاعة، ويسعى المسلمون فيه لزيادة التقرب إلى الله بالعبادات والطاعات، ولكن قد يحدث أن تشهد بعض العلاقات الزوجية خلافات تؤدي إلى الطلاق، وبناءً على ذلك، يتساءل الكثيرون عن حكم الطلاق في رمضان وهل يقع الطلاق في هذا الشهر المبارك أم لا؟.
الطلاق في رمضان .. هل يقع؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الطلاق في رمضان يقع ويُحتسب مثل الطلاق في أي وقت آخر من العام، مؤكده أن هذا الحكم ينطبق سواء تم الطلاق في نهار رمضان أثناء الصيام أو في أي وقت آخر من الشهر الكريم، بشرط أن يكون الطلاق مستوفيًا لشروطه الشرعية، فلا فرق بين وقوع الطلاق في رمضان أو في أي شهر آخر طالما كانت الظروف محققة للشرعية.

شروط وقوع الطلاق في رمضان
أشارت دار الإفتاء إلى أن شروط وقوع الطلاق هي نفسها في أي وقت من السنة، يجب أن يكون الزوج في كامل وعيه وإدراكه لما يقول، ويجب أن يتم الطلاق برغبة حقيقية وبدون ضغوط أو تأثيرات قد تشوش على العقل والقرار، كما أن الغضب الشديد الذي يفقد الزوج وعيه قد يؤثر على صحة الطلاق وفقًا لبعض آراء الفقهاء، حيث لا يصح الطلاق في حالة فقدان الوعي التام أو الهذيان.
الطلاق في نهار رمضان
من الأمور التي أثارت تساؤلات عديدة هي حكم الطلاق في نهار رمضان أثناء الصيام، وقد أكدت دار الإفتاء أن حكم الطلاق في نهار رمضان لا يختلف عن حكم الطلاق في غيره من الأيام، فإذا وقع الطلاق في نهار رمضان وكان الزوج مدركًا لما يقول وكان في حالة وعي تام، فإن الطلاق يقع صحيحًا.
وفي هذه الحالة، يتعين على الزوج أن يكون حاضرًا أمام القاضي أو أهل الاختصاص ليتم التحقيق في الوضع، ويحقق القاضي أو المختص مع الزوج لمعرفة ما إذا كان الطلاق قد صدر عن رضا وقصد حقيقيين أم لا، فإذا كان الزوج مدركًا لما يقول وصدرت منه الكلمة عن رغبة كاملة، فإن الطلاق يحتسب.

الطلاق في حالة الغضب
كما أوضحت دار الإفتاء المصرية أيضًا أن الطلاق يمكن أن يقع في حالة الغضب، بشرط أن يكون الزوج مدركًا لما يقول، أما إذا وصل الزوج إلى حالة من الغضب الشديد التي تجعله يفقد قدرته على التمييز أو الهذيان، فإن الطلاق في هذه الحالة لا يقع، ولكن إذا كان الرجل لا يزال مدركًا لما يقول بعد أن يهدأ من غضبه، فإنه يقع الطلاق.
الطريقة الصحيحة لإيقاع الطلاق
ذكرت دار الإفتاء الطريقة الشرعية لإيقاع الطلاق، والتي تتضمن أن يطلق الزوج زوجته المدخول بها طلقة واحدة في طهر لم يحدث فيه وطء، وينبغي أن يُترك الزوجة حتى تنقضي عدتها بدون إيقاع طلاق آخر، وإذا أراد الزوج أن يعيد زوجته يمكنه ذلك خلال فترة العدة عبر المراجعة بالقول أو الفعل، وإذا كانت الزوجة غير مدخول بها، فإن الطلاق يقع بائنًا بينونة صغرى بعد الطلقة الواحدة.

الطلاق في حضور أو غياب الزوجة
من الأمور التي أشارت إليها دار الإفتاء أيضًا هي مسألة حضور الزوجة عند الطلاق، حيث قالت الدار إن الطلاق جائز وصحيح سواء كانت الزوجة حاضرة أو غائبة، ويعتبر الطلاق نافذًا بمجرد أن يصدر عن الزوج بالنية وبالوعي التام، ولا يشترط حضوره مع الزوجة أثناء إيقاع الطلاق.