هل النساء أكثر من الرجال في الجنة ؟.. آراء العلماء توضح

هل النساء أكثر من الرجال في الجنة .. موضوع النساء في الجنة والنار من المواضيع التي تثير الكثير من التساؤلات بين المسلمين، خاصةً في شهر رمضان المبارك، حيث يتفرغ المسلمون للتأمل في معاني الآخرة، وتطرقت الأحاديث النبوية الشريفة إلى كثرة النساء في الجنة والنار، مما جعل هذا الموضوع محط اهتمام.

النساء أكثر أهل الجنة والنار
واستعرض ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح في بلاد الأفراح" تحت عنوان "الباب الحادي والثلاثون" موضوع كثرة النساء في الجنة والنار مقارنة بالرجال، حيث ثبت في الصحيحين من حديث أيوب بن محمد بن سيرين رضي الله عنه، أنه عندما اختلف الرجال في سؤال حول من هو الأكثر في الجنة، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم"، كما ذكر أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، وإذا كن من الحور العين في الجنة فلا يتطلب أن يكن أكثر من الرجال في الدنيا.
الحديث عن النساء في النار والجنة
روى البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين رضي الله عنه قائلًا: "اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء، واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء"، ويوضح هذا الحديث أنه في النار توجد النساء أكثر من الرجال، وفي الجنة غالبًا ما يكون الفقراء أكثر من الأغنياء، حيث أظهرت هذه الرؤية حالة اجتماعية وروحية تتجاوز مجرد التعداد العددي.

سبب كثرة النساء في النار
في حديث آخر من الصحيحين، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النساء يشكلن غالبية أهل النار بسبب كثرة اللعن وكفران العشير، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار"، وقد تساءلت إحدى النساء عن سبب كثرة النساء في النار، فشرح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قائلًا: "إنكن تكفرن العشير وتكثرن اللعن، وإن نقصان العقل والدين يظهر في شهادة المرأة التي تعادل شهادة امرأتين مقابل شهادة الرجل".
وبالنسبة للنساء في الجنة، فقد أشار العديد من العلماء والحديث النبوي إلى أن النساء في الجنة يمكن أن يكن من الحور العين، حيث ورد في الأحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرجل في الجنة سيحظى باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ورغم أن بعض هذه الأحاديث ضعيفة السند، إلا أن العلماء يستنبطون منها أن كثرة النساء في الجنة قد تكون خاصة بالحور العين التي تعد من سكان الجنة.
وفي إحدى تسجيلات الشيخ عمر عبد الكافي عن الدار الآخرة، أشار إلى أن النساء أكثر في الجنة من الرجال، كما أنهن أكثر في النار، ويثير هذا الموضوع التساؤلات حول التفسير الصحيح لهذه الأحاديث، وفي الإجابة على ذلك، فإن ما ذكره الشيخ يتوافق مع الأحاديث النبوية التي ورد فيها أن النساء أكثر من الرجال في كلا الجنة والنار، وقد أشار العلماء إلى أن النساء يشكلن غالبية أهل الجنة بسبب ما تميز به خلقهن من عطف ورحمة، فيما كانت كثرة النساء في النار نتيجة لكثرة اللعن والكفران.

تفسير التعارض بين الأحاديث
أحيانًا قد يتساءل البعض عن تعارض بين الحديث الذي ذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل الجنة هم الفقراء، بينما في حديث آخر ذكر أن النساء أكثر أهل الجنة، ولكن العلماء يوضحون أن الحديثين لا يتعارضان بل يعكسان فئات مختلفة داخل الجنة والنار، ففي الجنة، من الممكن أن تكون الأكثرية من الفقراء.