ملك المغرب يلغي عيد الاضحى .. ما القصة؟

قرر الملك المغربي محمد السادس إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك هذا العام، حيث يهدف هذا القرار إلى دعم الثروة الحيوانية المحلية التي تعرضت لضرر بسبب الجفاف.

وقال محمد جدري الخبير الاقتصادي المغربي، إن قرار العاهل المغربي جاءت في إطار خطوة اقتصادية بشكل واضح، حيث تعرض القطيع الوطني للتراجع تصل إلى نسبة أكثر من 38%، ما يستدعي إعطاء الوقت الكافي لكي يستعيد مستواه الطبيعي.

وأكد محمد جدري، في تصريحات صحفية، أن الأعوام الثلاثة المنقضية لم تكن كافية لتستعيد عافية القطيع الوطني نتيجة استمرار المناخ الصعب، مؤكدًا أن إلغاء الأضحية هذا العام إجراءً اضطراري في سبيل الحفاظ على الثروة الحيوانية المغربية.

ولفت إلى أن القدرة الشرائية للمغاربة تراجعت بشكل كبير، حيث شكلت تكاليف عيد الأضحى عبئًا جديدًا على العائلات المغربية ذات الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، لا سيما بالتزامن مع ارتفاع تكاليف المعيشة.

كما وجه المحلل الاقتصادي المغربي تحذيرًا من أن أسعار اللحوم ترتفع إلى مستويات خيالية، حيث تجاوز سعر الكيلو جرام الواحد 120 درهم، لافتًا إلى أن الإبقاء على الأضحية قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لما يقارب 200 درهم أو أكثر بعد العيد، مما سيؤثر على الحالة الشرائية  للعائلات وعلى قطاع المطاعم والمقاهي، اللذين يعتمدان بشكل رئيس على اللحوم.

وطالب المحلل الاقتصادي بضرورة تطبيق آليات لدعم الكسبة والمربين في سبيل استقرار قطيع الماشية استمرارية نشاطهم الاقتصادي، حيث يتوقع الخبير اتخاذ المملكة المغربية خطوات في ذلك الأمر خلال الفترة المقبلة.

هل قرار ملك المغرب هو الأول من نوعه؟

يعد قرار ملك المغرب بشأن شعائر الأضحية ليس المرة في تاريخ البلاد، حيث سبقه العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني بقرار ذلك في 3 أعوام سابقة وهم عام 1963، و1981، وأخيرًا في 1996، حيث كانت تأتي هذه الإجراءات بسبب الظروف الاقتصادية العصيبة وتعرض قطاع الثروة الحيوانية للجفاف.

وجاء قرار العاهل المغربي وسط تخوفات من مربي الماشية حول تأثيره على الحالة المعيشية المنهارة، في ظل سعي السلطات إلى تحقيق التوازن بين الاستقرار الاقتصادي وحماية الثروة الحيوانية لمواجهة الظروف المناخية في المغرب.