على طريقة خط الصعيد الجديد.. أعمال فنية تناقش البلطجة بين الواقع والخيال
خط الصعيد الجديد .. شهد مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط مواجهة حاسمة بين قوات الأمن وعناصر إجرامية شديدة الخطورة، أسفرت عن مقتل ثمانية أفراد من العصابة، كان يتزعمها محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف بلقب "خط الصعيد الجديد"، وهذا الصراع الأمني ليس مجرد حادث عابر، بل يُعتبر استمرارًا للعديد من القصص المأساوية التي تم تصويرها في الدراما والسينما المصرية على مدار السنوات.
ويعد "خط الصعيد" أحد أكثر الموضوعات تداولًا في الإعلام المصري، حيث ارتبط اسمه بعصابات إجرامية على مر العصور في صعيد مصر، وقد أخذ هذا اللقب طابعًا فنيًا ليتحول إلى قصة تُمثل جزءً من تاريخ الجريمة المنظمة.
فيلم الوحش.. أول تجسيد فني لخط الصعيد
كان فيلم "الوحش" (1954) من أوائل الأعمال السينمائية التي تناولت فكرة "خط الصعيد"، حيث لعب الفنان محمود المليجي دور "خط الصعيد" الذي أرهب وروع أهالي الجنوب في الأربعينيات، الفيلم الذي أخرجه صلاح أبو سيف، استعرض سيرة "خُط الصعيد" وأثره على المجتمع، وكيف استغل ظروف الفقر والظلم الاجتماعي لبناء إمبراطورية إجرامية فرضت سيطرتها على المنطقة، وسبب توترًا كبيرًا بين الأهالي وقوى الأمن.
فيلم الجزيرة.. إسقاط على "خط الصعيد" الحديث
في فيلم "الجزيرة" الذي قام ببطولته النجم أحمد السقا، حيث تم تقديم أحداث مشابهة تمامًا لما حدث في محافظة أسيوط مع عصابة "محمد محسوب"، وتناول الفيلم شخصية "عزت حنفي"، الذي أسس إمبراطورية إجرامية عبر استقطاب الهاربين من العدالة في صعيد مصر، وقام عزت حنفي بتهريب المخدرات والتجارة في السلاح والاستيلاء على الأراضي الزراعية وتهديد الحياة في الجزيرة، قبل أن يتم تصعيد الأزمة وصولًا إلى المواجهة الحاسمة مع الشرطة، ومن خلال هذا الفيلم، تم تقديم صورة قريبة من واقع "خط الصعيد" الذي استمر في الهيمنة على مناطق الجنوب.
فيلم احترس من الخُط.. تناول فني كوميدي لقصة "خط الصعيد"
وبعيدًا عن الجوانب الدرامية المظلمة، قدم الزعيم عادل إمام فيلمًا كوميديًا تحت عنوان "احترس من الخط"، حيث تناول شخصية تُسمى "الخط"، الذي يتنكر في أحداث الفيلم لتحقيق مصالح شخصية مرتبطة بالزواج، وبينما تدور القصة في قالب فكاهي، إلا أن الفيلم لا يزال يعكس فكرة "خط الصعيد" بشكل غير مباشر من خلال تسليط الضوء على شخصية غامضة وخطرة، تُعتبر تمثيلًا للفكرة التقليدية لهذا المصطلح.
مسلسل مملكة الجبل.. حروب العائلات في صعيد مصر
وفي مسلسل "مملكة الجبل"، الذي قام ببطولته النجم عمرو سعد، تم تصوير حياة العائلات في صعيد مصر في إطار عائلي قوي حيث يتبع الجميع قانون العرف والتقاليد، بعيدًا عن سجلات الدولة، ومع ازدياد عدد العائلات وتناقص الإنتاج الزراعي، تبدأ الصراعات العائلية على الأرض، مما يؤدي إلى حروب بالأسلحة والقتل والتدمير، وهي حروب تُشبه في جوهرها حروب العصابات التي تُدار في صعيد مصر، والتي لا تختلف كثيرًا عن مظاهر "خط الصعيد"، وعرض المسلسل هذه الحروب والصراعات بأسلوب درامي مؤثر يعكس معاناة الأهالي في هذه المناطق.
فيلم مستر أند ميسز عويس.. التشويق الكوميدي في مواجهة العصابات
في فيلم "مستر أند ميسز عويس"، الذي قدمه الفنان حمادة هلال والفنانة بشرى، تم تناول فكرة "خط الصعيد" في إطار كوميدي مشوق، وتدور أحداث الفيلم حول شاب متهور يبدد ثروة والده التي ورثها بعد وفاته، وتقرر والدته تزويجه في محاولة منها لإصلاح سلوكه، وتبدأ في البحث عن عروس له، ومع ذلك، يحاول الشاب إفشال خطة والدته برفض كل فتاة تقترحها عليه، ولكن، مع مرور الوقت، يقع في حب فتاة ريفية بسيطة، ولكن يكتشف بعد الزواج أنها خط الصعيد، وتبدأ في تغيير سلوكه وإصلاحه.
مسلسل خطوط حمراء.. التأثير السلبي لعصابات "خط الصعيد"
وتم تصوير فكرة "خط الصعيد" في مسلسل "خطوط حمراء" للنجم أحمد السقا أيضًا، ويركز المسلسل على عصابات جنوب مصر التي تفرض سيطرتها على التجارة غير القانونية في المناطق الحدودية وتخضع الجميع لسلطتها، وتصطدم الشخصية الرئيسية في المسلسل بعصابات الصعيد مما يعرضه لحياة مليئة بالمخاطر والأحداث الدرامية المليئة بالتشويق والإثارة.
مسلسل الدم والنار.. العصابات وتجارة الأسلحة في صعيد مصر
في مسلسل "الدم والنار"، وتم التطرق أيضًا إلى "خط الصعيد" من خلال تصوير تجارة الأسلحة والمخدرات التي انتشرت في صعيد مصر، وتدور أحداث المسلسل حول شخصية تحاول مواجهة الجريمة المنظمة التي تمارسها العصابات التي تهيمن على القرى، ويشير المسلسل إلى واقع صعب يعيشه الصعيد في ظل غياب الدولة وانتشار العصابات.
فيلم الكنز.. بشر باشا يقتل خط الصعيد بسبب التنقيب عن الآثار
كما تناول فيلم الكنز قصة خط الصعيد من جانب آخر، حيث قضى بشر باشا على أسطورة الخط في عهد الملك فاروق، بعد أن أرسله الملك فاروق للقبض على الخط، وقام الخط باقتحام منزله، وبعد ذلك جاء بشر باشا الذي يقدم شخصيته الفنان محمد سعد براقصة ليستطيع القبض على الخط، وقام بقتله وإنهاء هذه الأسطورة وأخذ خريطة الكنز منه.
ويتضح أن "خط الصعيد" ليس مجرد ظاهرة عابرة في السينما والتلفزيون، بل هو انعكاس واقعي لتهديدات أمنية حقيقية تعيشها بعض مناطق صعيد مصر، ولم تكن تلك الأعمال الفنية فقط وسيلة لتقديم القصص الجريئة، ولكنها أيضًا كانت تسلط الضوء على مشكلات كبيرة يعاني منها المجتمع، من ضعف فرض القانون إلى انتشار الجريمة المنظمة التي استغلت التهميش الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق.
