السبت 22 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار على أسطورة محمد محسوب؟

نهاية خُط الصعيد..
نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار

نهاية خُط الصعيد .. نجحت قوات الأمن المصرية في القضاء على أسطورة محمد محسوب إبراهيم أحمد، الملقب بـ خُط الصعيد الجديد، بعد مواجهة دامية استمرت ثلاثة أيام في قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، وانتهت العملية بمقتل محسوب وسبعة من مساعديه، وإصابة ضابط شرطة، في واحدة من أعنف المواجهات مع الخارجين عن القانون في صعيد مصر.

نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار على أسطورة محمد محسوب؟

خُط الصعيد.. سجل إجرامي حافل وعصابة مسلحة

عرف محمد محسوب بنشاطه الإجرامي المتوسع، حيث قاد عصابة مسلحة تخصصت في تجارة المخدرات، السلاح، فرض الإتاوات، السرقة بالإكراه، والقتل العمد، وكان محسوب هاربًا من أحكام بالسجن المؤبد بإجمالي 191 سنة سجن، بينما كان مساعدوه مطلوبين في جرائم خطيرة، أحدهم بلغ مجموع أحكامه 108 سنوات.

بداية الملاحقة الأمنية.. حصار مشدد واشتباكات عنيفة

توصلت تحريات قطاع الأمن العام إلى أن محسوب ومجموعته يتحصنون داخل أحد المباني المُحَصَّنة بالخنادق والدشم في قرية العفادرة، حيث كانوا يترددون عليه من حين لآخر، وبناءً على المعلومات، تم تقنين الإجراءات وانطلقت مأمورية أمنية موسعة بمشاركة 600 ضابط ومجند من قوات مكافحة الإرهاب، الأمن المركزي، والبحث الجنائي، بقيادة اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، واللواء محمد عزت، مدير المباحث الجنائية.

نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار على أسطورة محمد محسوب؟

فرضت القوات طوقًا أمنيًا محكمًا على القرية، وأغلقت جميع مداخلها ومخارجها لمنع فرار المطلوبين، ومع بدء المداهمة، بادر محسوب ورجاله بإطلاق نار كثيف مستخدمين أسلحة ثقيلة، منها بنادق آلية، رشاشات متعددة، ومدافع "آر بي جي"، وقنابل يدوية من نوع F1، مما أجبر القوات على الرد بالمثل في اشتباكات استمرت 72 ساعة.

سقوط "خُط الصعيد الجديد" وإنهاء خطره للأبد

في اليوم الثالث من المواجهات، نجحت القوات في اقتحام المبنى المحصن رغم المقاومة الشرسة، وتمكنت من تصفية محمد محسوب وسبعة من معاونيه، بينما أصيب أحد الضباط خلال الاشتباكات، وبعد تفتيش الموقع، عثرت الأجهزة الأمنية على ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر، شملت:

  • 73 بندقية آلية
  • رشاش متعدد
  • 2 مدفع جرينوف
  • 11 بندقية خرطوش
  • 62 قطعة سلاح محلي الصنع
  • 8 قنابل F1
  • كميات ضخمة من الطلقات النارية المتنوعة
  • كمية كبيرة من المواد المخدرة
نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار على أسطورة محمد محسوب؟

استغلال الفوضى.. صعود محسوب وبسط نفوذه

بدأ نشاط محمد محسوب الإجرامي في أعقاب ثورة يناير 2011، حيث استغل حالة الانفلات الأمني آنذاك لتشكيل عصابة مسلحة سيطرت على تجارة المخدرات والأسلحة في الصعيد، ومع مرور الوقت، تحول إلى زعيم بؤرة إجرامية خطيرة في أسيوط، فرض خلالها نفوذه على الأهالي بالقوة والسلاح، وهدد كل من حاول التصدي له.

ظهر محسوب في أحد الفيديوهات المتداولة قبل مقتله، متوعدًا بحرق القرية بالكامل إذا حاولت الشرطة ملاحقته، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التحرك بسرعة، لقطع الطريق أمامه قبل تنفيذ تهديده.

نهاية محسوب.. مشهد مشابه لنهاية "عزت حنفي"

تشابه سيناريو القضاء على محسوب مع عملية تصفية عزت حنفي، أحد أخطر المجرمين في الصعيد، والذي قُتل في عام 2006 بعد مواجهة مسلحة مشابهة في قرية النخيلة بأسيوط، وكما انتهت أسطورة عزت حنفي، أسدلت قوات الأمن الستار على "خُط الصعيد الجديد" محمد محسوب، منهية سنوات من الرعب والدماء والفوضى التي فرضها على المنطقة.

نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار على أسطورة محمد محسوب؟

رسالة أمنية حاسمة: لا مكان للخارجين عن القانون

أكدت وزارة الداخلية أن القضاء على محسوب وعصابته يأتي في إطار استراتيجية الدولة لمكافحة الجريمة، وفرض سيادة القانون وهيبة الدولة، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي بؤر إجرامية تهدد أمن المواطنين.

نهاية خُط الصعيد.. كيف أسدلت الأجهزة الأمنية الستار على أسطورة محمد محسوب؟

وتحولت قرية العفادرة بعد العملية إلى نموذج لنجاح الأمن المصري في التعامل مع أخطر المجرمين، حيث عاد الهدوء إلى المنطقة بعد 14 عامًا من الإرهاب الإجرامي الذي مارسه محسوب، وبذلك، أسدل الستار على "خُط الصعيد الجديد"، ليظل مصيره شاهدًا على أن يد العدالة ستصل دائمًا إلى من يهدد أمن البلاد.

تم نسخ الرابط