الجمعة 21 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الدويري: على أمريكا ترك مسؤولية إعادة إعمار غزة لمصر والعرب

أطفال غزة
أطفال غزة

أكد اللواء. محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الرئيس الأمريكى ترامب لم يتراجع حتى الآن، عن تهجير سكان غزة موضحًا، أن الولايات المتحدة ومعها إسرائيل، لديهما قانون خاص يسمى قانون القوة ويتجاهلان عمدًا أى اعتبارات أو مبادئ قانونية وإنسانية.

وأشار الدويري، إلى أن عدم الاستقرار فى المنطقة ليس واردًا فى قاموس تلك الدول التى تحكمها سياسة المعايير المزدوجة وتحاول فرض أهدافها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وكأنها تمتلك العالم لتحقيق مصالحها أما مصالح الشعوب فلتذهب إلى الجحيم.

اللواء محمد الدويري

وأضاف الدويري، أن مقترح التهجير أصبح يمثل الحدث الرئيسى الذى نجح ترامب فى أن يصنعه ويجعل العالم كله يلهث وراء مواقفه، وتصريحات طاقم العمل معه التى لا تتوقف، وكأن هذا المقترح من وجهة نظره يمثل الحل الأمثل لـ القضية الفلسطينية التى عجز المجتمع الدولى عن حلها منذ عشرات العقود.

أطفال غزة

وأوضح أن ترامب يحاول تثبيت هذا المقترح واستكمال كل جوانبه والتى كان آخرها إشارته إلى عدم عودة السكان الذين سيتم تهجيرهم، وأن غزة سوف تصبح «ريفييرا» دون أن يوضح من يستطيع السكنى بها أو امتلاكها، ومؤكد أنهم لن يكونوا هم سكانها الأصليين بل أصحاب المشروع التجاري.

وأشار الدويري، إلى أنه فى ضوء متابعة الموقف الأمريكى، نتوقع انتهاء المرحلة الأولى من طرح المشروع الذى أسميه مشروع «ترامب ـــ نيتانياهو»، وسيتم طرح المرحلة الثانية لطرح آليات التنفيذ سواء بشكل علني، أو بشكل خفى وعلى فترات زمنية متفاوتة حتى يستكمل هذا المشروع التجارى الفاشل جميع جوانبه.

وأضاف الدويري، إذا كان مايؤرق الإدارة الأمريكية هو وجود هذه الكارثة الإنسانية ومظاهر غزة المدمرة رغم أن الولايات المتحدة كانت شريكة فى حرب الإبادة، وعليها أن تتنحى جانبًا وتترك مسئولية إعادة إعمار غزة لمصر والدول العربية، بالتعاون مع الدول المانحة دون اللجوء إلى كارثة جديدة اسمها كارثة التهجير.

دمار غزة

ومن الشجاعة أن يسأل رئيس الأمريكى نفسه، كيف يطرح هذا المشروع الذى يعنى فى النهاية أن إسرائيل قتلت البشر ودمرت الحجر، ثم جاءت واشنطن لتجنى ثمار الدمار وتقتلع ماتبقى من بشر من أراضيهم، وتلقى بهم إلى الخارج تحت مسميات ليست لها أى مكانة فى قاموس الوطنية الحقيقية الذى يلتزم به السكان الفلسطينيون.

وأوضح الدويري، أنه على الإدارة الأمريكية أن تعلم أن قطاع غزة لم ولن يكون مشروعًا تجاريًا، نراهن عليه فى بورصة المقامرين، ولكنه جزء من الدولة الفلسطينية التى سوف تشمل فى يومٍ ما القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية، إذن كيف يفكرون فى اقتلاع جزء أصيل من الجسد الفلسطينى تحت أى مبرر.

وأكد الدويري، أنه على الإدارة الأمريكية أن تعلم أن "هذا المشروع قد ولد ميتا" مثله مثل صفقة القرن، وأى محاولات لتنفيذه سوف تجد مئات من الحواجز وحوائط الصد التى سوف تفشله وعلى رأس هذ الحواجز صمود سكان القطاع، وتمسكهم ليس فقط بأراضيهم.

تدمير غزة

وختم قائلًا: الحل الوحيد الذى يمكن أن يكون مرضيًا وأن يغفر للرئيس الأمريكى زلات لسانه أن يتوقف تمامًا عن هذا المشروع، وكأنه لم يكن ثم يترك الدول العربية والعالم المتحضر يتعاملون مع هذه الكارثة ويعيدون بأنفسهم تعمير غزة دون تهجير سكانها".

"وإذا كانت الولايات المتحدة لاترغب فى المساهمة فى إعادة الإعمار رغم أننى أرى أهمية مشاركتها بل قيادة عملية الإعمار، فعليها أن تبتعد عن غزة وتركز على العلاقات مع روسيا والصين وغيرهما حيث إن غزة ليست من الممتلكات والموروثات الأمريكية.

"ولكنها هى جزء أصيل من الجسد العربى الذى سوف يقف موحداً أمام هذا الخطر الداهم المتدحرج الذى إن نجح فى غزة فسوف يمتد بالتأكيد إلى مناطق عربية أخري".

وعلى واشنطن أن تنصح إسرائيل بأن ترفع يدها ليس عن غزة فقط, ولكن عن الضفة الغربية أيضاً حيث إن حرب الإبادة التى بدأت تشنها فى مدن الضفة سوف تؤدى إلى انفجار رهيب لايزال كامناً حتى الآن لكن هذا الكمون مع هذه الضغوط أعتقد أنه لن يستمر طويلاً.

وفى النهاية نحن العرب سوف نظل دعاة سلام عادل واستقرار شامل، لكن ماتقوم به واشنطن وتل أبيب يبعد المنطقة عن الاستقرار آلاف الأميال، والسؤال هنا متى يتوقف هذا الهراء قبل فوات الأوان، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

تم نسخ الرابط