دعاء بعد صلاة الفجر .. لحظات مباركة لقضاء الحوائج وتحصيل الأجر
دعاء بعد صلاة الفجر .. يجد المسلم في صلاته فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى، حيث يجد فيها راحة قلبية وقوة تمنحه الأمل والتفاؤل، ويعد الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة، لما فيه من تضرع وتذلل وافتقار إلى الله سبحانه وتعالى، ويُعتبر دعاء بعد صلاة الفجر من أفضل اللحظات التي يناجي فيها العبد ربه، طالبًا منه الرحمة والمغفرة، لتحقيق الأمنيات، وقضاء الحوائج.
أهمية دعاء بعد صلاة الفجر
تشير دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي إلى أنه ليس من الضروري الالتزام بنصوص الدعاء الواردة في الكتاب والسنة بعد الصلاة، وما يهم في الدعاء هو أن يكون بقلب حاضر، وأن يكون المسلم مخلصًا في تضرعه إلى الله، ويجوز للمسلم أن يدعو بما يناسب حاجته، وليس هناك ما يمنع من أن يذكر المسلم في دعائه غير النصوص الواردة، بل إن ذلك يمكن أن يكون أفضل إذا توافق مع حضور القلب.
صيغ دعاء بعد صلاة الفجر لقضاء الحوائج
هناك عدة صيغ من الأدعية التي يمكن ترديدها بعد صلاة الفجر لقضاء الحوائج، ومنها الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين في العديد من الأحاديث الشريفة:
«اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ»
دعاء آخر وارد: «كما ورد في حديث صحيح اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ»
«اللَّهُمَّ اكْفِني بحلالِك عن حرامِك، وأغْنِني بفَضْلِك عمَّن سِواك إني أسالُك بأنَّ لك الحمدُ، لا إله إلَّا أنتَ وحدَك لا شريكَ لك، المنّانُ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيومُ، إني أسالكَ الجنة، وأعوذُ بك من النارِ، اللهم إنا نسألُكَ مُوجِباتِ رحمتِك، وعزائمَ مَغْفِرَتِكَ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ»
دعاء متعلق بالأمل: «اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجاةَ مِنَ النَّارِ»
فضل الدعاء بعد صلاة الفجر
توضح دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني أن الدعاء بعد الصلاة يعتبر من الأوقات المستحب فيها الدعاء، لما في هذه اللحظات من خصوصية وقوة تواصل مع الله، ومن فضل الله على عباده أنه جعل لهم هيئات وأزمانًا وأماكن يكون فيها الدعاء أقرب إلى القبول وأرجى للإجابة، ومنها خواتيم العبادات والطاعات، ومن أبرزها دعاء المسلم بعد أداء الصلاة، خصوصًا صلاة الفجر.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء في العديد من المواقف، مثل دعائه لحجاج بيت الله الحرام عند إتمام مناسكهم، ودعائه للصائمين عند إفطارهم في شهر رمضان، ويستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء لنفسه ولغيره، فهو من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد إلى ربه.
أوقات الدعاء المستجاب
من المعروف في الإسلام أن هناك أوقاتًا وأحوالًا يكون فيها الدعاء أقرب للإجابة، مثل:
- بعد الصلاة: خاصة صلاة الفجر.
- في الساعات الأخيرة من الليل: وهي من أفضل الأوقات للدعاء.
- يوم عرفة: وهو يوم يُستحب فيه الدعاء بشكل خاص.
- بين الأذان والإقامة: حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة».
لذلك على المسلم أن يستغل هذه الأوقات ليجعل من دعائه سببًا لتحقيق أمانيه وتفريج همومه، مستعينًا بالله في كل أمر من أموره، ويعتبر دعاء بعد صلاة الفجر من أفضل الأوقات التي يمكن للمسلم أن يتواصل فيها مع الله، سائلًا إياه العون في الدنيا والآخرة، ففي هذه اللحظات المباركة، يفتح الله لعباده أبواب رحمته، ويستجيب لدعائهم بإذن الله.
