المسافة بين شمال غزة وجنوبها .. كم تستغرق مسيرة العودة؟
بعد مسيرة الفلسطينين من جنوب غزة لشمالها، وعودتهم لمنازلهم، يزداد البحث عن المسافة بين شمال غزة وجنوبها، وتبلغ المسافة بين شمال غزة وجنوبها نحو 430 كيلو متر، وهذا يدل على صعوبة الرحلة، ومشقتها.
وظهرت سيدة فلسطينية على كرسي متحرك، في مشهد يعكس قوة الإرادة والصمود، وهي تغني فرحًا بعودتها إلى منزلها في شمال غزة بعد رحلة نزوح طويلة وقاسية، مرددة كلمات ملؤها الأمل: "شدوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم"، معبرة عن لحظة الانتصار رغم الألم.
مسيرة العودة.. مشاهد الإنسانية والمأساة
شهدت مسيرة العودة إلى شمال غزة مشاركة آلاف النازحين الذين حملوا على أكتافهم ما تبقى لهم من أمتعة، في محاولة لاستعادة ما يمكن إنقاذه من حياتهم السابقة، ورصدت الكاميرات مشاهد مؤثرة، أبرزها شاب يحمل أنبوبًا على كتفه، وآخر يدفع عربته البدائية المزودة بعجلتين فقط، والتي تحمل أطفاله وبعض الأمتعة، وسط الحشود، ظهر الأطفال يرتدون سترات ثقيلة للتدفئة، يحملون حقائبهم الصغيرة ويسيرون إلى جانب عائلاتهم، وكان رجال يدفعون كبار السن على الكراسي المتحركة وسط الطرق الوعرة، في صورة تجسد صعوبة الرحلة، لكنها في الوقت نفسه تُبرز تكاتفهم وتضامنهم.
لقاءات بعد فراق دام 470 يومًا
من بين أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرة العودة تلك التي وثقت لقاء النازحين الفلسطينيين بعائلاتهم بعد فراق استمر 470 يومًا، وكان العناق والدموع في كل مكان، حيث احتضنت الأمهات أبناءهن، وعانق الأجداد أحفادهم الذين كبروا بعيدًا عنهم، هذه اللقاءات جسدت حجم المعاناة التي عاشها الفلسطينيون خلال النزوح القسري، لكنها أظهرت أيضًا قوة الروابط الأسرية التي لم يكسرها الاحتلال ولا التشريد.
العودة إلى الركام
رغم الفرحة بالعودة، لم يكن الواقع أقل قسوة، النازحون، الذين عادوا محملين بخيامهم وأغطيتهم واحتياجاتهم الأساسية، بدأوا في نصب خيامهم فوق الركام الذي كان يومًا منازلهم، في ظل الدمار الكامل للبنية التحتية ونقص الاحتياجات الأساسية من مياه نظيفة، طعام، وأدوية، وجد العائدون أنفسهم في مواجهة مع واقع مرير يتطلب منهم استئناف حياتهم من الصفر.
رحلة الزحف إلى شمال غزة
بدأت رحلة النازحين من جنوب غزة إلى شمالها بعد نزوح قسري استمر لأكثر من 170 يومًا، وقطع النازحون هذه الرحلة الشاقة التي تستغرق نحو 8 ساعات و40 دقيقة سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل نقل بدائية، وتمتد هذه الساعات بفعل الزحام الشديد، إذ يضطر العابرون إلى التوقف عدة مرات للتفتيش من قبل شركة أمريكية تستخدم تقنيات تفتيش حديثة، مما يزيد من مشقة العبور.
المعابر والمسارات في رحلة العودة
يعبر النازحون إلى شمال غزة عبر معبر الرشيد، بينما تستخدم السيارات والحافلات شارع صلاح الدين ومعبر نتساريم، وهذا التوزيع لا يخفف من الزحام لكنه يُظهر تنظيمًا جزئيًا لمحاولة تسهيل الحركة، إلا أن التفتيش الدقيق يزيد من تعقيد الأمور ويطيل زمن الرحلة.
