الأزهر: تأجير الرحم ليس زنا .. وهذا حكمه في الشريعة
أوضح الشيخ سالم الهنداوي، أحد علماء الأزهر الشريف، أن تأجير الرحم لا يُعتبر زنا، حيث إن الزنا في الشريعة الإسلامية يتحقق عند وجود علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة دون عقد زواج. ومع ذلك، أشار الهنداوي إلى أن تأجير الرحم يعد محرمًا شرعًا، لما يترتب عليه من اختلاط الأنساب واعتبارات أخلاقية ودينية.
وفي حديثه خلال برنامج "إنسانيات" الذي تقدمه الإعلامية أميرة همام عبر قناة "الشمس"، أكد الهنداوي أن المرأة التي لا تستطيع الإنجاب يجب عليها أن تؤمن بقضاء الله وقدره، بدلاً من اللجوء إلى تأجير الرحم، وهو الأمر الذي يتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وأضاف أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى اختلاط الأنساب، حيث يتم استخدام نطفة الرجل في رحم امرأة أخرى غير زوجته، مما يتسبب في حدوث مشكلات أسرية واجتماعية.
كما شدد الهنداوي على أن المرأة التي تقوم بتأجير رحمها مقابل المال ترتكب فعلًا محرمًا وفقًا للشرع، مشيرًا إلى أن أي شخص يسعى للإنجاب يجب أن يتأكد أولاً من شرعية هذا الفعل في الإسلام، ولا يسعى وراء ما هو محرم.
عبير سليمان: تأجير الأرحام "تجارة بالبشر"
من جانبها، اعتبرت عبير سليمان، الباحثة في شؤون المرأة، أن رفض الولايات المتحدة الأمريكية تجريم تأجير الرحم يعد تناقضًا مع مبادئ حقوق الإنسان التي تروج لها، مشيرة إلى أن هذه الممارسة تشكل "تجارة بالبشر" بكل وضوح.
وفي حديثها مع الإعلامية أميرة همام في برنامج "إنسانيات"، أوضحت سليمان أن تأجير الأرحام يعرض النساء الفقيرات للاستغلال، وهو أمر يتناقض مع الفطرة البشرية.
وأكدت أنه من غير الطبيعي أن يتم فصل الطفل عن الأم التي أنجبته، حيث يكون الرابطة العاطفية والروحية بين الأم وطفلها أمرًا بالغ الأهمية، وحذرت من أن هذا الممارسات حولت عملية الإنجاب إلى مجرد تجارة، وتفتقر إلى القيم الإنسانية والشرعية.
وأضافت سليمان أن تأجير الرحم لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، حتى في حال كانت المرأة فقيرة. واعتبرت أن هذه الممارسات تؤدي إلى إنجاب طفل من علاقة ثلاثية غير طبيعية، وهو أمر محرم في جميع الأديان، بل وأكثر خطورة من الزنا في نظر الشريعة الإسلامية.