أنصار ترامب "يصطادوا في الماء العكر" بعد حادث نيو أورليانزو
يسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي للاستفادة من الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز ليلة رأس السنة الجديدة، وأسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة العشرات، لدفع ترشيحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب لبعض أبرز المناصب الوزارية في إدارته.
ويعتبر الجمهوريون هذا الهجوم، الذي قاده مواطن أمريكي، فرصة لتشديد الأجندة المناهضة للهجرة وتعزيز أمن الحدود، رغم أن المهاجم وُلد ونشأ في الولايات المتحدة.
في محاولتهم للتسريع في التصديق على اختيارات ترامب المثيرة للجدل، دعا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى الموافقة العاجلة على مرشحي الرئيس لعدة مناصب وزارية، ومن أبرزهم كاش باتيل لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبيت هيجسيث وزيرًا للدفاع، وتولسي جابارد لمدير الاستخبارات الوطنية.
الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز
في مساء يوم 31 ديسمبر، قاد شمس الدين جبار، وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي، شاحنة صغيرة تحمل علم تنظيم داعش إلى حشد من المحتفلين في الحي الفرنسي في نيو أورليانز، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا.
بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، لقى جبار مصرعه في المكان، ورغم أن الهجوم كان محليًا، إلا أن الجمهورين ربطوا بلا مبرر بين الهجوم وأمن الحدود، مؤكدين أن هناك علاقة مباشرة بين الهجوم و"الحدود المنتهكة".
في تصريحات له عقب الهجوم، أشار النائب الجمهوري مايك جونسون إلى "القلق الواضح بشأن الإرهاب والحدود المفتوحة"، مروجًا لفكرة أن "إرهابيين خطرين يدخلون الولايات المتحدة ويشكلون تهديدًا للأمن القومي"، بينما أكد وزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، أن جبار كان مواطنًا أمريكيًا ولد في تكساس، نافياً وجود علاقة بين الهجوم وأمن الحدود.
تمرير أجندة ترامب في الكونجرس
على الرغم من أن الهجوم لم يكن مرتبطًا بأمن الحدود، استخدم الجمهوريون الحادث لتعزيز أجندة ترامب الخاصة بالأمن القومي والهجرة. السيناتور ليندسي غراهام، من أبرز مؤيدي ترامب، دعا إلى التصديق السريع على جميع مرشحي الرئيس، مؤكدًا أن "كل يوم نتأخر فيه في إغلاق الحدود هو يوم آخر لدخول الإرهابيين".
كما تصدر كاش باتيل، الذي لم يسبق له العمل في مكتب التحقيقات الفيدرالي، عناوين الأخبار بسبب دعواته للإصلاح الجذري في المكتب، بما في ذلك تهديده بتحويل مقر المكتب إلى متحف. وقال الجمهوريون في مجلس الشيوخ إن تأكيد مرشحي ترامب أمر حيوي لتعزيز الأمن القومي.
في المقابل، واجه العديد من مرشحي ترامب صعوبات في الحصول على تأكيدات من مجلس الشيوخ. على سبيل المثال، يواجه بيت هيجسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع، مزاعم سوء سلوك جنسي ضدّه، بينما تعرضت تولسي جابارد لانتقادات بسبب مواقفها التي يُعتقد أنها متعاطفة مع الدكتاتور الروسي فلاديمير بوتين.
تصعيد للأمن القومي
وسط هذا الجدل، استمر الجمهوريون في التأكيد على أن "تشكيل فريق الأمن القومي سريعًا" هو ضرورة لحماية البلاد. ومع أن بعض السياسيين انتقدوا هذه التصريحات باعتبارها محاولة للضغط على مرشحي ترامب، يبقى الموضوع محط اهتمام في الكونغرس، مع توقع المزيد من المواجهات السياسية في الأسابيع القادمة.
في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب لتشكيل فريق وزاري موالٍ له، يستمر النقاش حول أولوية الأمن القومي وتداعيات السياسة الأمنية على الساحة الأمريكية.