هل يجب الوضوء بعد أكل لحم الإبل وما علاقتها بالجن؟.. أسرار وروايات
هل يجب الوضوء بعد أكل لحم الإبل؟.. تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا من أحد متابعيها جاء نصه كالتالي: "ما حكم أكل لحم الإبل، وهل تستلزم الوضوء بعد أكلها؟".
هل يجب الوضوء بعد أكل لحم الإبل؟
ترى دار الإفتاء المصرية، أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء عند جمهور الفقهاء، وأن صلاة المسلم بعد تناوله لحم الجمل تظل صحيحة، مستشهدة بحديث جابر رضي الله عنه الذي قال: «كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ».
ومن جهته، قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن أكل لحم الإبل يعتبر من نواقض الوضوء، مستدلًا بحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، حيث ورد أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتوضأ من لحم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضأ، وإن شئت لا تتوضأ، قال: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم توضأ من لحوم الإبل».
حكم أكل لحم الإبل وهل يجب الوضوء بعدها؟
ذهب جمهور العلماء ومنهم الإمام مالك والإمام الشافعي وأصحاب الرأي، إلى أن أكل لحوم الإبل لا يُنقض الوضوء، مستندين في ذلك إلى حديث جابر رضي الله عنه الذي جاء فيه: "كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ".
وقد روى هذا الحديث الأئمة الأربعة وصححه ابن حبان، ويدل على أن أكل اللحوم عامةً، بما فيها لحوم الإبل، لا يتطلب الوضوء.
وعلى الجانب الآخر، يرى الحنابلة ومن وافقهم أن أكل لحوم الإبل يُنقض الوضوء على أي حال، سواء كانت نيئة أو مطبوخة، وسواء كان الآكل على علمٍ بالحكم أم لا، مستدلين بحديث البراء بن عازب رضي الله عنه، حيث قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن لحوم الإبل فقال: «تَوَضَّؤُوا مِنْهَا»، وسئل عن لحوم الغنم فقال: «لا تَتَوَضَّؤُوا مِنْهَا»".
هل الإبل خلقت من الجن؟
اختلف العلماء في تفسير المقصود من الحديث النبوي الذي يشير إلى أن الإبل خُلِقت من الجن، فقد ثبت عن عبد الله بن مغفل المزني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تُصلُّوا في عطَن الإبل فإنها من الجن خُلِقت، ألا ترون عيونها وهبابها إذا نفرت، وصلُّوا في مراح الغنم، فإنها أقرب إلى الرحمة".
وجاءت أقوال العلماء في حقيقة خلق الإبل من الجن كالتالي:
- يرى بعض العلماء أن الإبل خُلِقت من نفس المادة التي خُلِقت منها الشياطين.
- وهناك من يقول إن بعض الإبل تنتمي لجنس وُلد من تزاوج بين أنعام الجن وأنعام الإنس.
- وهناك من يرى أن أصل الإبل كان من نار مثل الجن، ثم تطورت لتتوالد كغيرها من الكائنات.
- وفسر البعض الحديث على أن الإبل نُسبت للشياطين بسبب طباعها، فهي تتصف بالتوحش والنفور، وتشابه أخلاقها تلك التي تنسب إلى الشياطين.
حكم الصلاة في أماكن نوم الإبل
نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في أماكن نوم الإبل أو مرابضها، وأوضح العلماء أن السبب في هذا النهي هو طبيعتها المتوحشة والنفور الذي قد يشوش على المصلي.
ورأى جمهور العلماء أن الإبل تتميز بطباع فريدة بين الأنعام، مستدلين على ذلك بما جاء في سنن أبي داود عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين، وصلوا في مرابض الغنم، فإنها بركة".