هل الصحيح قول مثواه الجنة أم مأواه الجنة؟.. الإفتاء تحسم الجدل
هل الصحيح قول مثواه الجنة أم مأواه الجنة؟.. أثارت بعض المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، جدلًا واسعًا حول استخدام عبارة "اللهم اجعل مثواه الجنة" في الدعاء للمتوفى، بزعم أن كلمة "المثوى" مختصة بالنار فقط، بينما يُفضل استعمال كلمات أخرى كـ"المأوى" أو "المستقر".
هل الصحيح قول مثواه الجنة أم مأواه الجنة؟
ومن هذا المنطلق، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الدعاء للميت بعبارة "اللهم اجعل مثواه الجنة" جائز وصحيح شرعًا، ولا يوجد أي دليل من الشرع أو اللغة يمنع من استخدام كلمة "المثوى" للدلالة على مكان إقامة الإنسان في الجنة.
وأوضحت أن هذه المزاعم ناتجة عن التنطع والتقعر، وهي تصرفات مذمومة شرعًا، كما أن مدعيها غالبًا ما يفتقر إلى المعرفة باللغة والشرع.
معنى جملة "مثواه الجنة"
وبيًنت الدار أن "المثوى" في اللغة تعني الموضع أو المكان الذي يقيم فيه الإنسان، وهي مشتقة من المصدر الميمي "الثواء" الذي يدل على الإقامة، منوهة أن هذا المفهوم يشمل الإقامة في أي مكان، سواء كان في الجنة أو في النار أو في الدنيا.
واستشهدت بآيات قرآنية متعددة تؤكد هذا الاستخدام، منها قول عزيز مصر في سورة يوسف: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾، وكذلك قول سيدنا يوسف نفسه: ﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾.
وأكدت أن استخدام "المثوى" في القرآن لا يقتصر على وصف النار فقط، بل يشمل الجنة وأماكن أخرى بحسب السياق.
الفرق بين "المأوى" و"المثوى"
وبينت دار الإفتاء أن "المأوى" تعني المسكن أو المنزل، وهو مكان السكون والاستقرار، بينما "المثوى" يشير إلى المكان الذي يقيم فيه الإنسان بشكل عام.
وردًا على الادعاء بأن كلمة "المأوى" تختص بالجنة، أشارت الدار إلى أن القرآن استخدم كلمة "المأوى" في وصف النار أيضًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾، مما ينفي هذا التخصيص الخاطئ.
فضل الدعاء للميت
وفي ذات السياق، ذكرت دار الإفتاء أن الدعاء للمتوفى من أعظم صور البر التي تصل إلى الميت بعد وفاته، وهو أمر مشروع ومطلوب في الشريعة الإسلامية.
واستشهدت بما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم).