هل رضا الوالدين يغفر الذنوب؟.. الإفتاء توضح
هل رضا الوالدين يغفر الذنوب؟.. يعتبر بر الوالدين من أسمى العبادات في الإسلام، وهو من أكثر الأمور التي حث عليها الشرع الشريف، ولا يتوقف هذا البر عند حياة الوالدين، بل يمتد ليشمل حتى ما بعد وفاتهما، لذا يتساءل الكثيرون عما إذا كان بر الوالدين يكفر عن الذنوب.
بر الوالدين وسيلة لتكفير الذنوب
وفي هذا الإطار، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأعمال الصالحة بما فيها بر الوالدين، تسهم في تكفير الذنوب، مستشهدة بقول النبي ﷺ: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (متفق عليه)، وحديث آخر رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما، حيث أتى رجل إلى النبي ﷺ يطلب التوبة، فسأله الرسول: «هل لك من أم؟» فقال الرجل: لا، فسأله النبي: «وهل لك من خالة؟» قال: نعم، قال: «فبرها».
وأوضحت أن المغفرة تشمل جميع الذنوب، لكنها مشروطة بإخلاص العمل لله وأدائه على أكمل وجه، مشددة على ضرورة الحذر من التهاون في الذنوب اعتمادًا على هذه الفضيلة، دون ندم واستغفار وتوبة نصوح.
هل رضا الوالدين يغفر الذنوب؟
ومن جانبه، بيّن الشيخ أحمد الصباغ، أحد علماء الأزهر، أن باب بر الوالدين لا يُغلق بوفاتهما، بل يستمر من خلال الدعاء لهما والاستغفار، وتنفيذ وصاياهما وصلة الرحم المرتبطة بهما وإكرام أصدقائهما.
واستدل على ذلك بما ورد عن النبي ﷺ حين سُئل عن بر الوالدين بعد وفاتهما، فأجاب: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما".
وأوضح أن هذا البر يشمل من كان يبر والديه في حياتهما، ومن قصر في ذلك، فالبر بعد الوفاة فرصة للتعويض وكسب رضا الله.
البر والصدقة.. طريق للفلاح في الدنيا والآخرة
ومن ناحية أخرى، ذكر الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن بر الوالدين فريضة على المسلم خلال حياتهما وبعد وفاتهما.
وأضاف أن الصدقة من أعظم الوسائل لجلب الخير ودفع البلاء، مشيرًا إلى أن الإنسان الذي يعاني من ضيق أو كرب في حياته يمكنه أن يجد الفرج من خلال الإنفاق في سبيل الله.
وشدد ممدوح على أن التجارة مع الله لا تعرف الخسارة، بل تحمل مكاسب مضاعفة في الدنيا والآخرة، بعكس التجارة المادية التي تظل معرضة للمخاطر.