الجمعة 20 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مع عودة ترامب إلى الرئاسة.. تحالف اليابان والولايات المتحدة في مهب الريح

ترامب ورئيس الوزراء
ترامب ورئيس الوزراء الياباني

في ظل عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، تواجه اليابان تهديدات كبيرة في سياق التحالفات الدفاعية التي بنتها على مدار عقود.

بعد تولي ترامب منصب الرئاسة مرة أخرى، تخيم حالة من اللااستقرار على اليابان، خاصةً أن علاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة كانت أحد أعمدة سياستها الخارجية والأمنية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي عام 2017، وصف شيجيرو إيشيبا، الذي يُتوقع أن يصبح رئيس وزراء اليابان في المستقبل، أسلوب ترامب في السياسة الخارجية بأنه يعتمد على خلق القلق ثم محاولة إبرام صفقات مثيرة للجدل.

ويتوقع أن تهدد إستراتيجية ترامب التحالف الياباني مع واشنطن، حيث تواجه اليابان مجموعة من التحديات الاقتصادية والأمنية في منطقة مضطربة، تحيط بها ثلاث قوى نووية هي الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

وتبرز اليوم أجندة "أمريكا أولًا" التي يتبناها ترامب كعود ثقاب يهدد بإضرام النيران في العلاقات اليابانية الأمريكية. ففي وقت قد تجد اليابان نفسها في خضم حرب تجارية مع الولايات المتحدة، قد يكون هذا بمثابة اختبار قاسٍ لسياساتها الاقتصادية وصناعتها المحلية. 

علاوة على ذلك، قد يؤدي ذلك إلى تهديد أمنها في ظل سياسة ترامب التي تتسم بالميل إلى الصفقات المثيرة للقلق مع الأنظمة الاستبدادية.

وفي هذا السياق، يعتبر البروفيسور كين إندو، رئيس قسم السياسة الدولية في جامعة طوكيو، أن العلاقة التي ستقيمها اليابان مع إدارة ترامب ستكون حاسمة لمستقبلها، وكذلك لاستراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة الصين. 

وأشار في حواره مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن اليابان قد تواجه مأزقًا في ظل التوجهات الحمائية المتزايدة لترامب، مما قد يعرض صناعاتها الكبرى لأضرار اقتصادية.

على الرغم من تحقيق اليابان فائضًا تجاريًا كبيرًا مع الولايات المتحدة بلغ 66.3 مليار دولار العام الماضي، فإن الضغوط الاقتصادية ما زالت مستمرة. 

ويظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية في اليابان، التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة والصين رهينًا بفرض ترامب رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية بنسبة 60%.

كما تواجه اليابان تحديات في مجال الإنفاق الدفاعي، حيث طالب البعض برفع الميزانية الدفاعية إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما قد يفرض عبئًا إضافيًا على اقتصادها المثقل بالديون. 

وفي وقت يعاني فيه الاقتصاد الياباني من تباطؤ في النمو، قد تجد الحكومة اليابانية نفسها أمام خيارات صعبة على الصعيدين الاقتصادي والأمني.

 

وربما يكون الاختبار الأكبر في العلاقات بين اليابان وترامب هو موقف اليابان من الأزمة الأوكرانية، فبينما أظهرت إدارة بايدن دعمًا قويًا لأوكرانيا، قد تختلف مواقف ترامب، مما يضع اليابان في موقف حساس. 

ويرى السياسيون في طوكيو أن تحول سياسة الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب قد يؤثر على استقرار النظام الدولي الذي تدافع عنه اليابان، خصوصًا في مواجهة التحديات الصينية.

 

بناءً على ذلك، تواجه اليابان تحديات معقدة في فترة حاسمة بالنسبة لمستقبل علاقاتها مع الولايات المتحدة، ويعتمد الكثير على كيفية تعاملها مع سياسة ترامب وما ستؤدي إليه في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.

تم نسخ الرابط