حكم السخرية من الناس لإضحاك الآخرين .. 7عواقب مرعبة للإصرار على لاستهزاء والاحتقار
حكم السخرية من الناس لإضحاك الآخرين.. نهت الشريعة الإسلامية عن السخرية من الآخرين، لما تسببه من أضرار اجتماعية وأخلاقية جسيمة، فقد جاء الإسلام لتعزيز قيم الاحترام والتقدير المتبادل بين الأفراد، وتحذر من الاستهزاء والانتقاص من كرامة الإنسان.
حكم السخرية من الناس لإضحاك الآخرين
قال الإمام ابن كثير، إن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]، يعتبر نهي صريح عن السخرية التي تنطوي على احتقار الآخرين والاستهزاء بهم، لأن الشخص المسخور منه قد يكون أعظم منزلةً عند الله وأحبّ إليه من الساخر.
ومن جهته، أضاف الإمام الطبري، في تفسير الآية الكريمة، أن النهي يشمل جميع أشكال السخرية، سواء كان ذلك بسبب فقر أو خطأ أو أي سبب آخر، مؤكدًا أن السخرية محرّمة شرعًا لأنها تحمل في طياتها الاستهزاء بخلق الله.
عواقب السخرية في القرآن الكريم
قال الله تعالى ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]، حيث وصف الهماز بالذي يعيب الناس بأفعاله، واللماز بمن يعيبهم بلسانه، وهما صفتان مذمومتان تؤديان إلى فساد العلاقات الاجتماعية وانتشار الكراهية.
وأورد القرآن الكريم عاقبة الساخرين في الآخرة، حيث قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ... فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين: 29-34]، حيث لفتت الآية الكريمة إلى أن الساخرون يُعاقبون في الآخرة بالسخرية منهم، جزاءً لما ارتكبوه من استهزاء بالمؤمنين في الدنيا.
النهي عن السخرية في السنة النبوية
ومن ناحية أخرى، جاءت السنة النبوية لتحذر بشدة من السخرية، ومن ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "حكيتُ للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا، فقال: ما يَسُرُّني أني حكيتُ رجلًا وأن لي كذا وكذا"، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من تقليد الآخرين بشكل ساخر، مؤكدًا أن هذا الفعل يفسد العمل الصالح.
وفي حادثة أخرى، عندما ضحك الصحابة من دقة ساقي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من جبل أحد".
عواقب السخرية
1. تقطع روابط الأخوة والمودة بين الناس.
2. تبذر بذور الكراهية وتورث الأحقاد.
3. تؤدي إلى الرغبة في الانتقام.
4. تعرض المستهزئ لغضب الله وعقابه.
5. تُفقِد الساخر احترامه ووقاره بين الناس.
6. تُميت القلب وتورث الغفلة.
7. تضع الساخر في زمرة الكافرين والمنافقين.