ما حكم الشماتة في الموت؟.. الإفتاء تجيب
ما حكم الشماتة في الموت؟.. يعتبر الموت هو الحقيقة الكبرى التي لا مفر منها، وهو مصاب جلل يذكر الإنسان بحقيقة الدنيا وفنائها، ويدعو المسلم للاعتبار والاتعاظ، ومع ذلك، يتخذ البعض الموت وسيلة للشماتة والتشفي بالآخرين، وهو أمر يخالف تعاليم الدين الإسلامي وقيم الرحمة والإنسانية.
فالشماتة في الموت ليست فقط خُلقًا مذمومًا، بل هي تعبير عن قسوة قلب وغياب للوعي بحقيقة أن الموت مصير الجميع، حيث قال النبي (صل الله عليه وسلم): "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك".
ما حكم الشماتة في الموت؟
وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشماتة في الموت ليست من الأخلاق الإنسانية ولا من التعاليم الدينية؛ فالإنسان مهما علا أو انخفض شأنه سيموت كما يموت غيره، وتساءلت: هل يفرح أحد إذا شمت فيه الناس عند موته؟.
واستشهدت الإفتاء بحديث النبي (صل الله عليه وسلم): "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك"، رواه الترمذي وحسنه.
ولفتت إلى أن القرآن الكريم شدد على رفض الشماتة حتى بين الأعداء، حيث قال تعالى ردًا على شماتة الكافرين بالمسلمين في غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} [آل عمران: 140].
وذكرت الدار الإفتاء أن الشماتة والتشفي في مصائب الموت تتنافى مع أخلاق المسلمين والفطرة الإنسانية النقية، ويجب على المسلم أن يترفع عنها.
حكم سب الموتى
وبين الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن النبي (صل الله عليه وسلم) نهى صراحة عن سب الموتى بقوله: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".
وأوضح، أن سب الموتى سواء كانوا صالحين أو أشرارًا، لا يليق بمكارم الأخلاق، إلا في حالة وجود ضرورة شرعية، مثل التحذير من أفعال الأشرار لتجنب أذاهم أو الاقتداء بهم.
وأشار هاشم إلى أن الحديث عن مساوئ الموتى بلا مبرر يعد من التشفي وإيذاء مشاعر ذويهم، وهو أمر منهي عنه في الإسلام؛ لأن الله وحده هو العليم بما يستحقه كل ميت من ثواب أو عقاب.
النهي عن إيذاء الأحياء بسب الأموات
وبين عضو هيئة كبار العلماء، أن الإسلام نهى عن ذكر الأموات بالسوء إذا كان الهدف هو إيذاء الأحياء والتشفي بهم، مستشهدًا بما قاله النبي (صل الله عليه وسلم) عن قتلى بدر من المشركين: "لا تسبوا هؤلاء؛ فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون، وتؤذون الأحياء".