هل يجوز التصحيح للإمام من شخص خارج الصلاة ؟.. الإفتاء تجيب
هل يجوز التصحيح للإمام من شخص خارج الصلاة ؟.. يتعرض بعض الأئمة أثناء الصلاة للوقوع في خطأ عند تلاوة القرآن الكريم، مما يدفع المحيطين به، سواء كانوا داخل الصلاة أو خارجها، للتساؤل حول جواز الفتح عليه لتصحيح الخطأ.
هل يجوز التصحيح للإمام من شخص خارج الصلاة ؟
وفي هذا الصدد، ردت دار الإفتاء المصرية، عن التساؤل الوارد إليها عبر موقعها الرسمي، موضحة أنه يجوز للشخص خارج الصلاة أن يفتح على الإمام إذا أخطأ في القراءة ولم يقم أحد من المأمومين بتصحيح الخطأ، مؤكدة أن ذلك لا يبطل الصلاة، شريطة عدم التسرع في الفتح إلا إذا توقف الإمام عن القراءة أو طلب ذلك.
واستدلت على ذلك بما ورد في حديث المُسَوَّر بن يزيد رضي الله عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَلَّا أَذْكَرْتَنِيها» أخرجه الإمام أبو داود في "سننه" واللفظ له، والإمام أحمد في "مسنده".
معنى الفتح على الإمام وضوابطه
وذكرت الإفتاء أن الفتح على الإمام يعني تصحيح الخطأ في التلاوة أو تلقينه الآية التي توقف عندها، منوهة أن الأصل في الفتح هو الانتظار حتى يطلب الإمام المساعدة أو يتوقف تمامًا عن القراءة، وذلك تجنبًا لإحداث تشويش أو اضطراب أثناء الصلاة.
وبيّنت أن جمهور الفقهاء شدد على ضرورة مراعاة الخشوع وانتظام الصلاة، وأن يلجأ الإمام للركوع أو قراءة آية أخرى إن تعذر عليه إكمال القراءة.
حكم الفتح على الإمام لمن هو خارج الصلاة
وقد اتفقت غالبية المذاهب الفقهية على جواز الفتح على الإمام ممن هو خارج الصلاة، وجاءت الآراء على النحو الآتي:
- المالكية والشافعية والحنابلة: أباحوا الفتح من غير المصلي، مستدلين على ذلك بأنه يساعد في تصحيح القراءة، وهو أمر جائز شرعًا، وقد ذكر الإمام ابن قدامة الحنبلي، أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلي وأحدهم يلقنه من الخارج دون أن تبطل الصلاة.
- الحنفية: ذهبوا إلى أن فتح من هو خارج الصلاة على الإمام يؤدي إلى فساد الصلاة لأنه يعدّ من التعليم، وهو أمر غير مقبول في مقام الصلاة.