مسيرات في سماء أمريكا .. من أين جاءت هذه الطائرات؟
مسيرات في سماء أمريكا .. أثار رصد مجموعة من الطائرات المسيرة الغامضة في منطقة مدينة نيويورك الأميركية، التي تشمل بعض أجزاء ولاية نيو جيرسي المجاورة، قلقًا واسعًا بين السكان والمسؤولين المحليين والوطنيين، مما دفع السلطات إلى بدء التحقيقات في هذه الظاهرة، وينشر موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.
مسيرات في سماء أمريكا
وقالت حاكمة ولاية نيويورك، كاث هوتشيل، عبر منصة "إكس" يوم الجمعة: "نعلم أن سكان نيويورك رصدوا طائرات مسيرة في الأجواء هذا الأسبوع ونحن بصدد التحقيق في الأمر، وحتى الآن لا يوجد دليل على أن هذه الطائرات تشكل تهديدًا للأمن العام أو الأمن القومي"، مشيرة إلى أن مكتبها يعمل بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي "لحماية سكان نيويورك".
وفي رسالة تم إرسالها إلى هذه الجهات الفيدرالية، وبالإضافة إلى إدارة الطيران الفيدرالية، طالب عضوا مجلس الشيوخ عن نيويورك، تشاك شومر، وكيرستن جيليبراند، وكذلك عضوا مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي، كوري بوكر وأندرو كيم، بالحصول على إحاطة بشأن النشاط الغريب للطائرات المسيرة، وجاء في الرسالة: "منذ أواخر نوفمبر، أبلغ السكان في منطقة مدينة نيويورك وشمال نيوجيرسي عن عدة حوادث لرصد طائرات مسيرة في الليل، مما أثار القلق لدى السكان وسلطات إنفاذ القانون المحلية".
ومن جانبه، أكد عضو الكونغرس الأميركي، ريتشارد بلومنتال، أن الطائرات المسيرة الغامضة يجب أن "تُسقط إذا لزم الأمر"، رغم عدم وضوح من يقف وراءها، مضيفًا أنه يجب أن نقوم بتحليل استخباراتي عاجل وإخراج هذه الطائرات من الأجواء، خاصة إذا كانت تحلق فوق المطارات أو القواعد العسكرية.
لم نرصد طائرات مسيرة في مناطق جوية محظورة
وأوضح المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، يوم الخميس، أن التحقيقات في التقارير الخاصة برصد الطائرات المسيرة أظهرت أن معظم الحوادث كانت في الحقيقة تتعلق بطائرات مأهولة تحلق بشكل قانوني، ولم تُرصد أي طائرات مسيرة في مناطق جوية محظورة، كما أكد أنه لم يكن هناك أي دليل على تورط سفن أجنبية في هذه الحوادث.
واستمر الغموض في التصاعد حول هذا الموضوع في الولايات المتحدة بعد قرابة شهر من بداية ظاهرة الطائرات المسيرة الغامضة في سماء شرق البلاد، مما أثار مخاوف بين السكان ونقاشًا حادًا حول ماهية هذه الأجسام الطائرة، ورغم ذلك، لم تتمكن السلطات الأميركية من تقديم إجابات دقيقة، مقتصرة على التأكيد بأن هذه الطائرات لا تشكل تهديدًا للأمن العام أو الأمن القومي.
أين تم رصد الطائرات المسيرة؟
تم الإبلاغ عن العشرات من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ووفقًا للسلطات المحلية، تم رصدها في البداية بالقرب من نهر راريتان، الذي يغذي خزان راوند فالي، وهو الأكبر في نيوجيرسي، وسرعان ما انتشرت مشاهدات الطائرات المسيرة إلى مناطق أخرى من الولاية، بما في ذلك سواحل نيوجيرسي، كما تم رصد بعض الطائرات المسيرة بالقرب من منشآت عسكرية حساسة وكذلك بالقرب من ملعب الغولف الخاص بالرئيس المنتخب دونالد ترمب في بلدة بيدمينستر بولاية نيوجيرسي.
وفي مدينة نيويورك القريبة، تم الإبلاغ عن عدة طائرات مسيرة تحلق فوق منطقة برونكس في 12 ديسمبر (كانون الأول)، وفقًا لمسؤولين في الشرطة، وأفاد الضباط الذين استجابوا للحادث أنهم شاهدوا الطائرات المسيرة قبل أن تختفي بعد فترة قصيرة، كما تم الإبلاغ عن حالات مشابهة في أجزاء أخرى من ولاية نيويورك، وكذلك في ولاية كونيتيكت، حيث أُفيد بوجود "نشاط مشبوه للطائرات المسيرة" في بعض المناطق.
وفي ولاية ماريلاند، أشار الحاكم الجمهوري السابق، لاري هوجان، إلى أنه رصد عشرات الطائرات المسيرة فوق مقر إقامته، الذي يبعد نحو 40 كم عن العاصمة واشنطن.
وفي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أكدت القوات الجوية الأميركية أن طائرات مسيرة غامضة شوهدت بالقرب من ثلاثة قواعد جوية أميركية في المملكة المتحدة، مما أثار شكوكًا حول احتمال تورط جهة حكومية وراء هذه الحوادث، وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الطائرات المسيرة شوهدت لمدة 17 يومًا بالقرب من منشآت عسكرية أميركية في ولاية فرجينيا.
ماذا قال المحققون بشأن مسيرات في سماء أمريكا؟
حاول مسؤولون من عدة وكالات أمن أميركية طمأنة الجمهور إلى أن الطائرات المسيرة ليست عملًا من جهة أجنبية، ولا تشكل تهديدًا للأمن القومي، وقال مسؤول من مكتب التحقيقات الفيدرالي إن القلق كان مبالغًا فيه قليلًا، ومع ذلك، أكدت السلطات أن التحقيقات مستمرة في هذا الشأن.
وأوضحت وزارة الأمن الداخلي أن القضية تحظى باهتمام كبير من أجل فهم الوضع، لكنها شددت على أنه لا توجد دلائل حتى الآن على أن الطائرات المسيرة تمثل تهديدًا.
ما هي هذه الأجسام الطائرة؟
قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن العديد من المشاهدات التي تم الإبلاغ عنها كانت في الحقيقة لطائرات مأهولة، وأكدت السلطات الفيدرالية والمحلية أن غالبية الطائرات المسيرة التي تم رصدها هي رحلات جوية قانونية مأهولة، ولم يُسجل أي حادث يشير إلى خرق للقوانين أو وجود طائرات مسيرة في مناطق محظورة.
من أين جاءت هذه الطائرات؟
إذا تأكد أنها طائرات مسيرة، يبقى من غير الواضح من يقف وراء تشغيلها، وقال النائب الجمهوري عن ولاية نيوجيرسي، جيف فان درو، نقلًا عن "مصادر رفيعة" مجهولة، إن الطائرات قد تكون قادمة من "سفينة أم" إيرانية في المحيط الأطلسي، لكن البنتاغون سارع إلى نفي هذا الادعاء، وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع، سابرينا سينغ، إنه لا توجد "سفينة إيرانية" قبالة السواحل الأميركية، ولا وجود لما يُسمى "سفينة أم" تطلق الطائرات المسيرة باتجاه الولايات المتحدة.
وفيما أشار النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي، راجا كريشنامورثي، إلى إمكانية تورط الصين في هذه الحوادث، وأكدت الحكومة الأميركية عدم وجود أي دليل على أن هناك مصدر أجنبي وراء هذه الطائرات.
هل يمكن إيقافها؟
دعا العديد من المشرّعين إلى إسقاط الطائرات المسيرة لتحليلها وتحديد مصدرها ونواياها، من بينهم الرئيس المنتخب دونالد ترمب الذي قال عبر منصة "تروث سوشيال": "مشاهدات غامضة للطائرات المسيرة في جميع أنحاء البلاد، هل يمكن أن يحدث هذا حقًا من دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك، على الجمهور أن يعرف، وإذا لزم الأمر، يجب إسقاطها فورًا".
وقد فرضت إدارة الطيران الفيدرالية قيودًا مؤقتة على الطيران تحظر تحليق الطائرات المسيرة فوق بعض المناطق، وحذرت من أن مشغلي الطائرات الذين يقومون بعمليات غير آمنة قد يواجهون غرامات تصل إلى 75 ألف دولار وإلغاء شهادات الطيران الخاصة بهم.
وقد أبدى بعض السكان رغبتهم في التعامل مع الطائرات بأنفسهم، وهو ما حذرت السلطات من القيام به لأنه يُعد غير قانوني، حيث علّق أحدهم على مقطع فيديو للطائرات المسيرة قائلًا: "بندقية جيدة ستحل هذه المشكلة".
