بعد إغلاق سفارتها في دبلن .. تاريخ طويل من توتر العلاقات بين إسرائيل وأيرلندا
تتويجًا لتاريخ حافل بالتوترات السياسية، أعلنت إسرائيل إغلاق سفارتها في أيرلندا، بعد أن قررت الحكومة الأيرلندية دعم عريضة في محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية".
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، جاء القرار على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي اتهم الحكومة الأيرلندية باتباع سياسات "معادية لإسرائيل".
وأشار إلى أن القرار جاء رداً على انضمام أيرلندا إلى العريضة القانونية التي دُعمت من قبل جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
تاريخ توتر العلاقات بين إيرلندا وإسرائيل
يعود تاريخ توتر العلاقات بين إيرلندا وإسرائيل إلى عدة عوامل سياسية وحقوقية تتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومواقف أيرلندا الثابتة في دعم حقوق الإنسان والشعب الفلسطيني. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي تسلط الضوء على توتر هذه العلاقات:
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
في عام 2011، اعترفت أيرلندا أحاديًا بـ"دولة فلسطين" في خطوة أثارت غضب إسرائيل. هذا الاعتراف جاء في وقت كانت فيه العديد من الدول الأوروبية تتجنب اتخاذ خطوة مماثلة، وكانت أيرلندا من بين الدول الأولى التي أعلنت هذا الموقف. هذا التصرف زاد من التوترات بين البلدين.
المواقف المؤيدة لحقوق الإنسان:
أيرلندا كانت دائمًا من الدول التي تدافع عن حقوق الإنسان وتعارض أي انتهاكات لحقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. هذا الموقف دفعها إلى اتخاذ خطوات سياسية ودبلوماسية ضد إسرائيل على مدار السنوات، مثل دعم قرارات الأمم المتحدة التي تدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
التدخل في القضايا القانونية الدولية
في عام 2023، أيدت أيرلندا تدخلًا قانونيًا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بناءً على دعوى رفعتها جنوب أفريقيا، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة. هذا الموقف أثار غضب الحكومة الإسرائيلية التي اعتبرت ذلك دعمًا لتحركات قانونية ضدها في محكمة دولية.
إغلاق السفارة واتهامات بالتمييز
في رد فعل على المواقف الأيرلندية، قررت إسرائيل إغلاق سفارتها في دبلن في ديسمبر 2023. وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أكد أن هذه الخطوة جاءت بسبب "السياسات المتطرفة المعادية لإسرائيل" التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية. وكان هذا القرار هو تتويج لتاريخ طويل من التوترات السياسية بين الطرفين.
موقف أيرلندا من الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة
خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة في 2023، أعربت أيرلندا عن استنكارها للغارات الجوية الإسرائيلية في غزة التي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين. هذا الموقف زاد من تأجيج التوترات بين الدولتين، حيث رأت إسرائيل في هذا الموقف من أيرلندا دعمًا ضمنيًا للفلسطينيين على حساب إسرائيل.
بصفة عامة، يعود التوتر بين أيرلندا وإسرائيل إلى المواقف السياسية التي تتخذها أيرلندا في دعم الحقوق الفلسطينية ومعارضتها للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، إضافة إلى تفاعلها في القضايا الدولية التي تنتقد إسرائيل.