تهديدات بقتل أعضاء البرلمان بسبب التصويت على عزل رئيس كوريا الجنوبية
أصبحت الأخبار تتسارع في كوريا الجنوبية إلى الحد الذي جعل وسائل الإعلام عاجزة عن مواكبة الأحداث، فقد كانت المحاولة الصادمة التي قام بها الرئيس يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية خلال الأيام القليلة الماضية قصيرة الأجل.
يوضح موقع الأيام المصرية أهم ما جاء بخصوص الأوضاع الراهنة في كوريا الجنوبية بعد تراجع الرئيس يون سوك يول، عن قراره بفرض الأحكام العرفية في البلاد خلال السطور التالية:
يون: كوريا الشمالية زورت الانتخابات ففشلت في السيطرة على البرلمان
تحول الرئيس يون سوك يول من كونه نادمًا ومعتذرًا، على أمل تجنب المساءلة إلى متحديًا ومتعهدًا بمواصلة القتال بينما تضيق الشبكة عليه، وبعد أن منع من مغادرة البلاد أثناء التحقيق معه بتهمة الخيانة، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام، ويواجه تصويتًا ثانيًا لعزله هذا الأسبوع، مع تراجع الدعم من حزبه.
ولكن مع مرور الأسبوع بسرعة، لم تكن هناك أي إشارة إلى وجود رئيس أو تفاصيل مثل هذه الخطة، وبات من الواضح تدريجيًا أن يون ليس لديه أي نية للاستقالة، حيث أعلن: "سأقاتل حتى النهاية"، مدافعًا عن قراره بالاستيلاء على السلطة في البلاد.
وتضمن خطابه المطول المملوء بنظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة، واقتراح غامض بأن كوريا الشمالية زورت الانتخابات السابقة، التي فشل فيها في الفوز بالسيطرة على البرلمان، مضيفًا إن البرلمان "وحش"، وإن حزب المعارضة خطير، وإنه بإعلانه الأحكام العرفية كان يحاول حماية الشعب وإنقاذ الديمقراطية.
وسعى أعضاء حزبه لحمايته في البداية، راغبين في إنقاذ أنفسهم سياسيًا، وكانوا مهووسين بكراهية زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية، لي جاي ميونج، الذي يخشون أن يصبح رئيسًا إذا تمت إقالة يون.
ولكي يتم تمرير عملية العزل، يتعين على ثلثي أعضاء البرلمان التصويت لصالحها، وهو ما يعني ضرورة انضمام ثمانية نواب من الحزب الحاكم إلى المعارضة، وقد أعلن عدد قليل منهم حتى الآن عن نيتهم في القيام بذلك.
وكان كيم سانج ووك من أوائل الذين غيروا رأيهم، موضحًا لـ هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من مكتبه في الجمعية الوطنية: "لم يعد الرئيس مؤهلًا لقيادة البلاد، فهو غير لائق على الإطلاق"، مضيفًا أن كل أعضاء البرلمان لن يحذوا حذوه؛ فهناك مجموعة أساسية ستظل مخلصة ليون.
وفي دائرته الانتخابية المحافظة للغاية، أكد كيم إنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب تغييره موقفه، موضحًا أن حزبه وأنصاره وصفوه بالخائن، واصفًا السياسة في كوريا الجنوبية بأنها "قبلية إلى حد كبير".
وعلى مدار الأسبوع تعرض أعضاء البرلمان لقصف بآلاف الرسائل المسيئة والمكالمات الهاتفية من الجمهور، في ما وصفه أحد أعضاء البرلمان لي بأنه "إرهاب هاتفي"، في حين تم إرسال الزهور الجنائزية إلى البعض منهم.
وحتى لو صوت عدد كاف من أعضاء البرلمان لصالح عزل يون هذا الأسبوع، فإن حزبه الذي أصبح الآن منقسمًا ومكروهًا على نطاق واسع، يواجه خطر النسيان السياسي، وقد أخبر أحد مسؤولي الحزب المنهكين قائلًا: "لم نعد نعرف حتى من نحن أو ما الذي ندافع عنه".
لكن البروفيسور يون جونج قال، إن أستاذة الأبحاث في معهد البحوث القانونية بجامعة كوريا، أصرت على أن البلاد تتعامل مع "انحراف، وليس فشلًا منهجيًا للديمقراطية"، مشيرة إلى الاحتجاجات الجماعية كل ليلة، مضيفةً أن الناس ينظرون للديمقراطية باعتبارها شيئًا من حقهم.
وإذا تم تعليق عمل يون من منصبه يوم السبت، فلن يغادر دون قتال، فهو مدع عام بحكم مهنته، ويعرف القانون من الداخل والخارج، وقد قرر أنه يفضل أن تتم محاكمته، وأن يطعن في القرار عندما يتم عرضه على المحكمة، بدلًا من الرحيل بهدوء.