وجه كليوباترا الحقيقي .. جدل أثري جديد
وجه كليوباترا الحقيقي، تمكنت بعثة أثرية مصرية دومينيكية بالتعاون مع الجامعة الوطنية "بيدرو هنريكيز أورينيا" بقيادة الدكتورة كاثلين مارتينيز، من الكشف عن مجموعة من القطع الأثرية المهمة في معبد تابوزيريس ماجنا، غرب الإسكندرية من بين هذه القطع تمثال من الرخام الأبيض يعتقد أنه يجسد ملامح الملكة الشهيرة كليوباترا السابعة، آخر ملوك البطالمة الذين حكموا مصر، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل بهذا الإكتشاف الذي ضم تمثالًا نصفين لملك يرتدي غطاء الرأس "نيمس"، بالإضافة إلى 337 عملة معدنية تحمل صورة كليوباترا، وتماثيل برونزية، وحاويات حجرية، ومصابيح زيتية، وتميمة منقوشة بعبارة "لقد قامت عدالة رع".
التمثال المثير للجدل وجه كليوباترا أم أميرة أخرى؟
أثار التمثال المكشف جدلًا واسعًا بين علماء الآثار، إذ تعتقد الدكتورة كاثلين مارتينيز، التي تقود عمليات البحث عن قبر كليوباترا منذ قرابة 20 عامًا، أن التمثال يمثل الوجه الحقيقي للملكة، ولكن عددًا من الخبراء، من بينهم الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، أكدوا أن التمثال لا يتطابق مع الصور المعروفة لكليوباترا، مرجحين أن يعود التمثال لأميرة بطلمية أو شخصية رومانية أخرى.
وأشار الخبراء إلى أن ملامح التمثال تختلف عن الصور الموثقة على العملات المكتشفة، والتي تحمل ملامح كليوباترا المعروفة بأنفها البارز وذقنها المميز.
البحث عن قبر كليوباترا السابع حلم لم يتحقق بعد
يرتبط معبد تابوزيريس ماجنا بنظام معقد من الأنفاق الممتدة من بحيرة مريوط إلى البحر الأبيض المتوسط، ويعتقد أنه المكان الأخير الذي دُفنت فيه كليوباترا مع حبيبها مارك أنطونيو بعد انتحارهما المأساوي، وتزعم مارتينيز أن جسد كليوباترا نقل عبر أحد هذه الأنفاق ودفن في مكان سري، لكن هذا الادعاء يظل محل شك بسبب غياب أدلة قاطعة حتى الآن.
لون بشرة كليوباترا الجدل التاريخي المستمر
يثير اكتشاف التمثال الجدل مجددًا حول لون بشرة كليوباترا، ففي حين أن الملكة كانت مقدونية الأصل وتنتمي إلى الأسرة البطلمية، التي حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر، يعتبر بعض الباحثين أن مظهرها قد تأثر بالمجتمع المصري الذي عاشت فيه، ومع ذلك، شدد الدكتور زاهي حواس على أن كليوباترا لا يمكن أن تكون سمراء البشرة، مؤكدًا أنها من أصل مقدوني.
أهمية كليوباترا في التاريخ المصري
كليوباترا السابعة تعد من أشهر النساء في التاريخ القديم، وولدت عام 69 قبل الميلاد وتوجت ملكة لمصر في سن 18 عامًا، واشتهرت بذكائها وحكمتها السياسية، وشكلت تحالفات استراتيجية مع قادة الرومان مثل يوليوس قيصر ومارك أنطونيو، وانتهت حياتها بشكل مأساوي عندما انتحرت عام 30 قبل الميلاد بعد هزيمة قواتها أمام أوكتافيان (الإمبراطور أغسطس لاحقًا)، ويقال إنها دفنت مع مارك أنطونيو في قبر لم يعثر عليه حتى الآن.
وجه كليوباترا الحقيقة الغائبة
يظل شكل وجه كليوباترا الحقيقي لغزًا محيرًا، خاصة مع اختلاف الروايات التاريخية والأدلة الأثرية، فالعملات المكتشفة تظهر ملامح قد تكون مثيرة للجدل، حيث وصفها بعض المؤرخين القدماء بالجمال الأخاذ، بينما أشار آخرون إلى أن ذكاءها وكاريزميتها كانا أكثر بروزًا من جمالها.
معبد تابوزيريس ماجنا
المعبد، الذي يعد من أبرز المعالم الأثرية غرب الإسكندرية، يعكس مزيجًا فريدًا من العمارة المصرية واليونانية، والاكتشافات الحديثة تضيف بعدًا جديدًا لفهم العصر البطلمي، لكنها تترك أسئلة مفتوحة حول هوية القطع المكتشفة ودلالاتها التاريخية.
ما زال البحث عن وجه كليوباترا الحقيقي وقبرها الغامض مستمرًا، ليظل هذا الملف أحد أكثر الموضوعات إثارة في علم الآثار، وبينما يواصل العلماء التنقيب والبحث، يبقى وجه كليوباترا لغزًا ينتظر الحل، يثير الخيال والجدل في آن واحد.