الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

"حسبي الله ونعم الوكيل".. هل تعني التفويض لله أم الدعاء على الظالم؟

حكم دعاء حسبي الله
حكم دعاء حسبي الله ونعم الوكيل

يعتبر دعاء حسبي الله ونعم الوكيل، من العبارات الشهيرة بين الناس، وتتردد على ألسنة الكثيرين عند الشعور بالظلم أو القهر، لذا يتساءل العديد عما إذا كانت هذه الجملة تعني تفويض الأمر إلى الله تعالى أم تعتبر دعاء على الظالم.

حسبي الله ونعم الوكيل.. هل تعني التفويض لله أم الدعاء على الظالم؟

أكد علماء الدين الإسلامي، أن قول "حسبي الله ونعم الوكيل" يُعبر عن تفويض الأمر لله - سبحانه وتعالى - والثقة المطلقة في عدله وحكمته، وليس دعاءً للتشفي أو الانتقام من أحد. 

حكم دعاء حسبي الله ونعم الوكيل

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، حول المعاني الشرعية لهذا القول.

وأوضح عبد السميع أن هذه العبارة تحمل في طياتها الاعتماد على الله في رد المظالم وتحقيق العدالة، مضيفًا أن الله ينصف المظلوم ويجبر خاطره إذا تعرض للظلم عن عمد، مشيرًا إلى أن القول ليس دعوة لإلحاق الأذى بالظالم، بل هو تسليم الأمر لله ليفصل فيه بحكمته المطلقة.

حكم دعاء حسبي الله ونعم الوكيل

ومن جهته، أكد الدكتور مجدي عاشور، أن استخدام "حسبي الله ونعم الوكيل" في موضعها الصحيح ليس حرامًا، حتى لو لم يكن الشخص على يقين تام من تعرضه للظلم. 

وأضاف أن الله يقتص للمظلوم أو يعفو عن الظالم بناءً على النيات والأعمال الصالحة، مناشدًا بعدم ذكر اسم الظالم أثناء الدعاء والاكتفاء بتكرار العبارة، مستشهدًا بالآية الكريمة: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".

فضل ترديد جملة حسبي الله ونعم الوكيل

ومن جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، على أهمية تكرار هذا الدعاء لما له من فضل عظيم. 

وأوضح عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن ترديد "حسبي الله ونعم الوكيل" أربعمائة وخمسين مرة يُعد وسيلة للوقاية من الشرور وجلب الخير، لافتًا إلى أن هذا الدعاء يناسب كل موقف يواجه فيه المسلم ظلمًا، أو يعيش حالة من الضيق والخوف.

وأوضح جمعة أن مشروعية هذا الدعاء وردت في القرآن الكريم في سياق الحديث عن موقف الصحابة بعد معركة أحد، عندما حاول المنافقون تخويفهم بأن قريش تعد العدة لمواجهتهم، ولكن إيمان الصحابة لم يتزعزع، بل قالوا بثقة: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

تم نسخ الرابط