هل تجوز العمرة بفلوس سلف ؟ .. الإفتاء توضح الحكم
هل تجوز العمرة من فلوس سلف؟.. يتردد هذا السؤال بكثيرة على دار الإفتاء المصرية، حيث يتساءل الكثيرون حول حكم أداء العمرة باستخدام المال المقترض أو تقسيط تكاليفها.
هل تجوز العمرة من فلوس سلف؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن العمرة ليست واجبة على غير المستطيع حكمها في ذلك حكم الحج، مضيفة أن من لا يملك المال اللازم لتغطية نفقاتها، فإنه غير مُلزم بها.
وتعتبر العمرة شعيرة من شعائر الإسلام، وقد ثبتت مشروعيتها وفضلها بالكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196]، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ" [رواه البخاري ومسلم].
كما أكّد النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا على فضل متابعة الحج والعمرة، بقوله: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ" [رواه ابن ماجه].
حكم الاقتراض لأداء العمرة
ومن جهته، قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إنه يجوز للمسلم أن يقترض إذا كان يمتلك جزءًا من تكاليف العمرة ويحتاج إلى استكمال الباقي، مؤكدًا أن ذلك لا يُؤثر على صحة العمرة.
كما أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الله تعالى لا يُكلِّف الإنسان فوق طاقته، وأن الحج والعمرة مشروطان بالاستطاعة المادية والبدنية.
ولفت إلى أنه لا يُنصح بالاقتراض لأداء العمرة، لأن ذلك قد يُثقل كاهل الشخص بالدين، ما يُخالف مفهوم الاستطاعة في الشرع.
حكم تقسيط العمرة
وفيما يتعلق بحكم العمرة بالتقسيط، بيّنت دار الإفتاء أن أداء العمرة أو الحج بالتقسيط جائز شرعًا، ولا حرج فيه، موضحة أن الاستطاعة المالية شرط وجوب العمرة وليس شرطًا لصحتها، بمعنى أن الشخص إذا أدى العمرة بالتقسيط أو عن طريق قرض، فإن عمرته صحيحة وتسقط بها الفريضة.
أوقات العمرة المُستحبة
وأجمع العلماء على أن العمرة جائزة في كل أوقات السنة، وشدد البعض منهم مثل الحنفية والإمام أحمد، على كراهة أدائها في أيام الحج (يوم عرفة، يوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة)، وذلك لكون هذه الأيام مخصصة للحج الأكبر.
وقد استدل العلماء بذلك على أن إشغال هذه الأيام بالعمرة قد يُؤثر على أداء شعائر الحج، منوهين أنه في حال اعتمر المسلم في هذه الأيام، فإن عمرته صحيحة وإن كانت مكروهة.