عايش على فلوس أبوه ومعرفش ينجح في ألمانيا.. أسرار في حياة رجل الأعمال محمد فاروق
أثارت تصريحات محمد فاروق جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية، خاصة حول رؤيته لمفاهيم العمل والإنتاجية.
ففي حين يرفض المشاركة في المشاريع الناشئة التي تعتمد على الأعمال اليدوية، يؤمن بقوة أن المستقبل يكمن في الذكاء الاصطناعي.
كما لا يمانع في زيادة ساعات العمل إلى 12 ساعة يوميًا لمدة ستة أيام في الأسبوع، معتقدًا أن هذا هو مفتاح النمو الاقتصادي في مصر.
ويقول في هذا السياق: "مش عايزين نتحجج بالظروف الصعبة... نقدر نصدر شغلنا بالدولار واحنا في مكاننا بمصر."
واستنادًا إلى تجربته في ألمانيا، يعرض فاروق الفرق بين ثقافات العمل في الشرق والغرب، موضحًا: "في ألمانيا العامل ممكن يعمل مصيبة لو نزلته يشتغل يوم الإجازة، لكن في مصر سهل تجيب العامل يشتغل الجمعة والسبت."
كما يشدد على التزامه الصارم بالمواعيد، قائلاً: "مواعيدي مش زي المصريين، لازم أروح نص ساعة بدري عن معادي... الشغلانة بتخلص لما بتروح بدري."
مسيرة عائلية ونجاح دولي
محمد فاروق عبد المنعم هو نجل رجل الأعمال الشهير فاروق عبد المنعم حسانين، مؤسس شركة "موبيكا"، التي انطلقت عام 1976، وبدأت نشاطها في مجال الأثاث المكتبي قبل أن تصبح من أبرز شركات الأثاث في مصر.
وُلد فاروق في عائلة مليئة بالنجاح والإرث العائلي في مجال الأعمال، ما جعله ينشأ في بيئة مليئة بالتحديات والفرص.
كما تزوج من نيفين أبو سعدة، ابنة الكاتب الكبير إبراهيم أبو سعدة، ولديه خمسة أبناء، أكبرهم "فاروق"، الذي تزوج من ابنة الملياردير ياسين منصور.
ورغم تحديات دراسته الثانوية وحصوله على 51% فقط، تمكن فاروق من استكمال تعليمه في الولايات المتحدة بدعم من السيدة جيهان السادات، التي كان قد وعدها بالتفوق.
وفي غضون عام واحد فقط، أصبح من بين أفضل ألف طالب في الولايات المتحدة.
ويعكس فاروق هذه التجربة قائلاً: "أمريكا بتعلمك ازاي تطلع برة الصندوق، وده اللي بحاول أطبقه في المدارس عندي."
نقلة نوعية نحو العالمية
لم يقتصر فاروق على إدارة إرث والده فقط، بل عمل على إحداث نقلة نوعية لشركة "موبيكا" التي تحولت من شركة محلية إلى عالمية.
كانت البداية عندما شاهد إعلانًا من جنرال موتورز تبحث فيه عن شريك محلي لتصنيع كراسي السيارات.
تقدم فاروق بعرضه، وبدأت مسيرته نحو النجاح.
اليوم، تعتبر "موبيكا" من الشركات الرائدة في صناعة كراسي السيارات، حيث تمتلك شراكات مع شركات عالمية كبرى مثل مرسيدس بنز وBMW، وتستحوذ على 90% من سوق كراسي السيارات عالميًا.
كما توسعت الشركة لتوظف أكثر من 3,000 عامل، محققة نجاحات محلية ودولية مبهرة.
التعليم والتكنولوجيا
إيمانًا منه بأهمية التعليم التكنولوجي في مصر، أسس فاروق مجموعة مدارس تضم مدارس عربية وبريطانية وأمريكية، بالتعاون مع صندوق مصر السيادي.
هدفه كان تطوير منظومة التعليم في البلاد بما يتواكب مع التقدم التكنولوجي العالمي، سعيًا لتحسين جودته ورفع كفاءته.
تعد مسيرة فاروق نموذجًا يحتذى به في النجاح والإبداع، حيث استطاع أن يجمع بين الإرث العائلي والرؤية المستقبلية التي تعتمد على التكنولوجيا والتعليم والتزام صارم بالعمل الجاد.