الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

إيمان قطب تبدع في رسم الجمال المصري على الخزف والجلود بأرقى التصميمات

لقطات من منتجات إيمان
لقطات من منتجات إيمان

في جو شتوي رطب، يعانق الهواء زهور الياسمين المترصة في أصيصات صغيرة، ويخلق لوحة ساحرة تنبع من جمال الطبيعة الخلابة. وسط هذه الأجواء، ينساب صوت "فيروز" العذب، ليغذي خيال "إيمان قطب" ويحفز في قلبها أفكارًا مبدعة، فتنطلق أناملها المبدعة لتلتقط خيوط الألوان، مبتكرةً سحرًا فنيًا على وجه كوب خزفي قديم، بينما يرقص بين أصابعها بكل سلاسة، كما لو أنه راقص صوفي.

تندمج ألوان الخزف ببراعة، وتنساب الآيات الفنية عبر الكوب، بينما في الركن الآخر من الحديقة، يعزف مرجل صغير موسيقى الصباح. قد حان موعد اللقاء اليومي مع "مفتاح الصباح"، وتعبق الأرجاء برائحة حبوب القهوة المنبعثة من فنجانها، ليمنحها الانتعاش والنشاط. تطوي أيامها المزدحمة لتستعيد توازنها وسط طقوس روتينية، تبدأ بشرب فنجانها الصباحي، ثم تتنقل إلى استكمال عملها الفني على أحدث مجموعاتها الخزفية "بنت من مصر"، ولتي تضم محافظ وقطع من الحلي المصممة من الجلود الطبيعية والمطعمة بنقوشات من أنامل إيمان.

أكواب "إيمان" تعكس جمالًا عميقًا وسحرًا تراثيًا مستوحى من تقاليد مصر العريقة. ملامح وجه الفتيات الحسناوات التي تُزيّن أكوابها تشعّ بفتنة أصيلة، حيث تحمل الألوان تدرجات "طمي النيل" وتبرز مسحة من البهاء الفرعوني. "إيمان" التي درست في كلية الآداب، اختارت التراث الشعبي مصدر إلهامها، فصارت سفيرة لهذا التراث عبر أعمالها الفنية.

في أكواب "إيمان"، يبرز الجمال النوبي الساحر الذي يعكس غموض الأحجية الفرعونية. كل كوب يحمل قصة حب وعشق يتناثر في كل تفاصيله، تجسده عيون "إيمان" اللامعة، التي تكشف عن ذكاء وحنكة قديمة، وتروي حكمة الفرعون "حتشبسوت". ملامحها تنبض بجمال "أمون" في الشمس، وبأسلوب فيكتوري لا يقاوم.

تصاميمها تتميز بدقة التفاصيل وجمال ملامحها الفريدة التي تتنقل بين الفن الكلاسيكي والفن المصري القديم. يتدلى قرطها المميز من أذنيها، بينما يحيط جبينها الياشمك بجو من الأناقة المهيبة، مما يضفي عليها هالة من السحر. هذه هي ملامح "إيمان" التي تجسد كل ما هو أصيل وجميل في فنها.

أما على مستوى مسيرتها المهنية، فقد بدأت "إيمان" من كلية الفنون الجميلة، حيث كان الرسم شغفها الأول، ولكن الحياة ألقت بها إلى قسم المكتبات في كلية الآداب، إلى أن رجعت إلى فنها بفضل القدر الذي أعادها إلى كلية "الفنون" حيث نضجت موهبتها. عملت في العديد من المجالات، مثل رسم البورتريهات وتصميم الأزياء التراثية، وصولًا إلى إبداعها في تصميم الأواني الخزفية التي أصبحت بصمتها الفنية الفريدة.

اليوم، أصبحت "إيمان" تروي عبر كل كوب فني قصة التراث المصري بكل تفاصيله. فنها يضج بالحياة، وبالروح المصرية، حاملاً إرثًا غنيًا يعبر عن ثقافة مصر وتاريخها في كل زاوية من عملها. وبينما تبني معالم مشروعها المستقبلي، تأمل أن تضم يومًا فريقًا من أصحاب الأيادي الذهبية ليشاركوا في هذا المشروع الفني المميز.

تم نسخ الرابط