عم عبد الواحد يروي أسرار التاريخ على خشب الأويما منذ 50 عامًا
صناعة فن الأويما.. يكمن السحر بين أنامله، فما أن يلمس قطع الأخشاب الطبيعية حتى تعود إليها الحياة من جديد، ويصطحب القطع في وصلة راقصة تعيد إحياء فن صناعة الأويما العتيق من جديد.
في كل قطعة، يقص عم "عبد الواحد أبو ضيف" أقدم حرفي أويما بالشرقية، حكاية عن الفخامة، والزخرفة الهندسية التي تشهد على تطور الذوق الفني على مر العصور، ويولد من طيّات الخشب أشكالًا تحمل في تفاصيلها حكايات وأسرار من زمن فات.
يزخرف عم عبد الواحد قطع الخشب الطبيعي بالأحاسيس ويزينها بالتفاصيل مع دقة التنفيذ يدويًا منذ حوالي نصف قرن، في حرفة تجرع عشقها منذ صباه، فكان يتردد طالبًا على ورشة الحاج محمود شيخ حرفيي الأويما بالمحافظة فينهل من جمال إبداعاته على قطع الخشب حتى وقع في هوى الأيما وقرر يومًا أن يوهب لها حياته.
يلبي عم "عبد الواحد" فروض عشق الأويما تطوعًا بتنفيذ كافة الأشكال ورفع المقاسات بنفسه محسنًا إلى الحرفة التي جرى هواها بين أوردته وشب على حبها حتى شاب، وأضحى أحد أعمدة الحرفة ومقصد الشباب من الحرفيين والنجاريين الذي يختارون التخصص في هذا الفن الفريد لتعليمهم وتزويدهم بكافة أسرار التعامل مع الخشب.
تحمل كل أداة سرًا من خبايا المهنة وبين الضفرة بمقاساتها، والبريمو والأزميل بأشكاله المختلفة يصنع أخاديد بين قطع الخشب ويستلهم الطبيعة وألوانها وأشكالها، ليطوّع الخشب في نحت يُظهر أروع ما في العالم من تفاصيل.